والمنكر لرسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كمن أنكر جميع أنبياء اللّه ، لأنَّ طاعة آخرنا كطاعة أوَّلنا ، والمنكر لآخرنا كالمنكر لأوَّلنا.
أما إنَّ لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلاّ من عصمة اللّه عزّ وجلّ» (١).
وعلى الجملة فأدلة الروايات كما تلاحظها عيناً وعياناً متظافرة متواترة على البشارة بالإمام المنتظر الحجّة الثاني عشر أرواحنا فداه ، وصدقها مستلزم لوجوده عليهالسلام بعد الامام العسكري سلام اللّه عليه وقد استشهد الامام العسكري بلا خلاف قطعاً لابد وأن يكون قد وُلد الامام المهدي حتماً.
فإنّه محقّق قائم من الفريقين على وجود الإمام المهدي عليهالسلام وظهوره.
أمّا من الشيعة الإماميّة ، فهو قطعي الإجماع منهم ، بل هو من ضروريات مذهبهم (٢).
بل جاء هذا الاجماع في كتب العامة وعند اعلامهم.
ففي شرح نهج البلاغة للمعتزلي :
«قد وقع اتفاق الفريقين من المسلمين أجمعين على أن الدنيا والتكليف لا ينقضي الا عليه (اي الامام المهدي عليهالسلام)» (٣).
وفي السبائك للسويدي :
«الذي اتفق عليه العلماء ، أن المهدي هو القائم في آخر الزمان ، وأنه يملأ
__________________
(١) كمال الدين : ص ٤٠٩ ب ٣٨ ح ٨.
(٢) الامامة والمهدويّة : ج ٣ ص ٣٥.
(٣) الامامة والمهدوية : ج ٣ ص ٣٥ ، عن : شرح النهج (ط مصر) : ج ٢ ص ٥٣٥.