الغيبة في المقام مأخوذة من الغيب بمعنى الخفاء عن أعين الناظرين ، والتواري عن الناس ، مقابل الظهور.
لا بمعنى عدم الحضور فيهم أصلاً.
ويستفاد هذا المعنى من أحاديث الغيبة ، كما يناسبه معنى الغيبة في اللغة ، بالبيان التالي :
١ ـ ففي التوقيع الشريف الى علي بن محمد السمري :
«... فقد وقعت الغيبة التامة ، فلا ظهور الا بعد إذن اللّه تعالى ذكره ....
ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفتر» (١).
حيث تلاحظ تفريع عدم الظهور على الغيبة لا عدم الحضور.
٢ ـ حديث عبيد بن زرارة عن الامام الصادق عليهالسلام :
«يفقد الناس إمامهم فيشهدهم الموسم ، فيراهم ولا يرونه» (٢).
فتلاحظ ان الذي فرّعه عليهالسلام على فقدان إمامهم ، هو أن الناس لا يرونه
__________________
(١) البحار : ج ٥٢ ص ١٥١ ب ٢٣ ح ١.
(٢) البحار : ج ٥٢ ص ١٥١ ب ٢٣ ح ٢.