وتستفاد حكمة كراهة مجاورة الظالمين من مثل :
١ ـ حديث مروان الأنباري ، قال : خرج من أبي جعفر عليهالسلام :
«ان اللّه اذا كره لنا جوار قوم نزعنا من بين أظهرهم» (١).
٢ ـ حديث محمد بن النعمان عن الامام الصادق عليهالسلام ، جاء فيه :
«وان اشد ما يكون (اللّه تعالى) غضباً على اعدائه ، إذا افقدهم حجّته فلم يظهر لهم» (٢).
من حِكَم غيبة الامام المهدي عليهالسلام وطول الغيبة وعدم ظهوره وقيامه الا في الوقت الذي قدّره اللّه تعالى ، هو انتظار خروج ودائع مؤمنين من أصلاب قومٍ كافرين.
وهو المسمى بالتزيّل والتميّز ، حيث يزول أحدهما عن الآخر ، ويتميّز المؤمن عن الكافر ، ويمتاز الطيب عن الخبيث.
فيتنعّم المولود المؤمن إكراماً ، ويعذب الشخص الكافر جزاءاً ، حين لا يحمل الكافر في صلبه مؤمناً ولا يلد الا فاجراً كفّاراً.
كما في مورد عذاب قوم نوح عليهالسلام ، حين سأل ذلك ربّه فدعا عليهم فيما حكاه اللّه تعالى بقوله : (وقال نوحٌ رَبِّ لا تَذَر على الأرضِ من الكافرينَ
__________________
(١) البحار : ج ٥٢ ص ٩٠ ب ٢٠ ح ٢.
(٢) البحار : ج ٥٢ ص ٩٤ ب ٢٠ ح ٩.