مما يستفاد انه يروي هذا الدعاء عن صاحب الأمر أرواحنا فداه ومن جانبه ، كما ترى هكذا تعبير في نسبة الأدعية والخطب للمعصومين عليهمالسلام حين يقال : ومن دعاء له او من خطبة له ، لا أنه دعاء يُدعى به لوجود صاحب الأمر عليهالسلام.
وذلك لقرينتين تفيدان كون هذا الدعاء من المعصوم عليهالسلام :
الاولى : قوله : «يُستحب أن يُدعى به» ، فان الاستحباب من الاحكام التكليفية التوقيفية التي لا يقول بها علماؤنا الّا اذا ثبتت عن المعصوم عليهالسلام.
الثانية : قوله : «يدعى به في الاعياد الأربعة» ، فان تعيين الزمان الخاص لدعاءٍ لا يكون الّا في المأثور ، والّا فغير المأثور لا يمكن تعيين زمانٍ خاصٍ له ولا يختص بزمان.
فيستفاد من هاتين القرينتين وبالسند المعتمد في البين ، انه دعاء مأثور عن المعصوم عليهالسلام.
دراسة خاطفة في متن دعاء الندبة الشريفة ، تعطينا نور المعرفة بأنه أجلّ الأدعية المباركة ، التي يشهد متنها بعلو قدرها والاستغناء عن سندها.
فان فقراتها الفصيحة مبتنية على أصول الدين القويم ، ومنسجمة مع آيات الذكر الحكيم ، وأحاديث الوحي الكريم مما توسمها بقوّة المتن مضافاً الى اعتبار السند.
فنرى أنها تبتدي ببيان الربوبية الالهية المحمودة ، وإظهار كمال المحمود في أول فقرةٍ من متنها يعني :
«الحمد للّه ربّ العالمين».