اذا غيّبها السحاب عن الأبصار ...» ، الى آخر ما أفاده أعلى اللّه مقامه (١).
٧ ـ رعايته لنا ودعاؤه لنا بوجوده المبارك بالدعاء الذي لا يُحجب عن رب الارض والسماء ، وهو من خير النعم والآلاء ، كما تلاحظها في التوقيعين الشريفين الآتيين للشيخ المفيد قدسسره.
فإنّ الامام المهدي عليهالسلام بواسطة غيبته ، يكون مستغنياً عن التقية من حُكّام عصره وجائري زمانه.
فلا تكون في عنقه بيعة لأحدٍ منهم ، ولو تقيّةً وإضطراراً وصورةً ، حتّى يُلزَم بالوفاء بها والالتزام بعهدها. كما كانت هذه البيعة الاجبارية لآبائه الطاهرين عليهمالسلام تقيةً (٢).
فان زمان ظهور الامام المهدي عليهالسلام ، هو زمان ظهور الحق المطلق بأجلى ظهوره وإزدهاره ، في كافة مجالات الحياة ، وفي كل بقعة ومكان من الأرض الواسعة. ومن المعلوم أن التقية تنافي ذلك فهي مرتفعة آنذاك.
ولازم هذا أن لا تكون بيعة لأحدٍ في عنق الامام المهدي عليهالسلام ، حتى لا يضطر الى مراعاة التقية من الظالمين ، والالتزام ببيعة الجائرين.
وتستفاد هذه الحكمة من الأحاديث الشريفة بالصراحة مثل :
__________________
(١) البحار : ج ٥٢ ص ٩٣.
(٢) لا يخفى ان المقصود بهذه البيعة هي البيعة الظاهريّة ، والا فالبيعة الواقعية تكون للامام عليهالسلام على سائر الخلق لا للناس على الامام عليهالسلام.