ورأيت من أكل أموال اليتامى يحدَّث (١) بصلاحه ، ورأيت القضاة يقضون بخلاف ما أمر اللّه ، ورأيت الولاة يأتمنون الخوَنة للطمع ، ورأيت الميراث قد وضعته الولاة لأهل الفسوق والجرءة على اللّه ، يأخذون منهم ويخلّونهم وما يشتهون ورأيت المنابر يؤمر عليها بالتقوى ، ولا يعمل القائل بما يأمر.
ورأيت الصلاة قد استخفَّ بأوقاتها ، ورأيت الصدقة بالشفاعة لا يراد بها وجه اللّه وتعطى لطلب الناس ، ورأيت الناس همّهم بطونهم وفروجهم ، لا يبالون بما أكلوا وبما نكحوا ، ورأيت الدّنيا مقبلة عليهم ، ورأيت أعلام الحقِّ قد درست. فكن على حذر ، واطلب من اللّه عزَّ وجلَّ النجاة ، واعلم أنَّ الناس في سخط اللّه عزَّ وجلَّ [وإنّما يمهلهم لأمر يراد بهم. فكن مترقّباً! واجتهد ليراك اللّه عزَّ وجلَّ] (٢) في خلاف ما هم عليه.
فان نزل بهم العذاب وكنت فيهم ، عجّلت إلى رحمة اللّه ، وإن اُخّرت ابتلوا وكنت قد خرجت ممّا هم فيه من الجرءة على اللّه عزَّ وجلَّ.
واعلم أنَّ اللّه لا يضيع أجر المحسنين وأنَّ رحمة اللّه قريبٌ من المحسنين» (٣).
وهي علامات كثيرة أيضاً تحدث قريباً من الظهور. ذكرتها الاحاديث الشريفة التي جمعها شيخ الشيعة المفيد قدسسره في باب ذكر علامات قيام الامام المهدي عليهالسلام ، ولخَّص قدسسره تلك العلامات في أول الباب ، وعدّ منها :
__________________
(١) «يحمد» ، خ ل.
(٢) مابين العلامتين ساقط من الاصل المطبوع ، راجع : روضة الكافي : ص ٤٢.
(٣) بحار الأنوار : ج ٥٢ ص ٢٥٦ ب ٢٥ ح ١٤٧ ، وفي : روضة الكافي : ج ٨ ص ٣٦ ـ ٤٢ ، ذكره تحت عنوان حديث ابي عبدالله عليهالسلام مع منصور في موكبه.