٥ ـ حديث جابر الجعفي قال :
قلت لأبي جعفر عليهالسلام : متى يكون فرجكم؟
فقال : «هيهات هيهات ، لا يكون فرجنا حتى تغربلوا ، ثم تغربلوا ، ثم تغربلوا ـ يقولها ثلاثاً ـ حتى يذهب الكدر ويبقى الصفو» (١).
فالحقيقة الامتحانية إذن سنة إلهيّة ، متمثّلة في الغيبة ، وحكمة بالغة لاختبار الخليفة.
مما هو مرغوب شرعاً وعقلاً الابتعاد عن الظالمين والاعتزال عنهم ، إذا لم تؤثّر فيهم الكلمة الحسنى ، ولم يتقبّلوا الرُشد والهُدى.
لذلك تلاحظ أن بعض أنبياء اللّه العظام رغبوا الى ذلك ، حينما لم تؤثّر دعوتهم ، وعندما آذاهم ظالموا قومهم.
١ ـ فقد طلب ذلك نبي اللّه نوح عليهالسلام : (فافتَح بيني وبينَهم فتحاً ونجّني ومَن مَعِيَ من المؤمنين) (٢).
٢ ـ واتخذه نبي اللّه ابراهيم عليهالسلام : (فلما اعتزلَهُم وما يعبُدونَ من دونِ اللّه وَهبنا لَهُ إسحاقَ ويعقوبَ وكُلاًّ جَعَلنا نبيّا) (٣).
٣ ـ واختاره نبي اللّه موسى عليهالسلام : (فَخَرَجَ منها خائفاً يَتَرقّبُ قالَ رَبِّ
__________________
(١) البحار : ج ٥٢ ص ١١٣ ب ٢١ ح ٢٨.
(٢) سورة الشعراء : الآية ١١٨.
(٣) سورة مريم : الآية ٤٩.