فوجدته وبين يديه ساجة ونقاش ينقش عليها ويكتب آياً من القرآن وأسماء الأئمّة عليهمالسلام على حواشيها.
فقلت له : يا سيدي ، ما هذه الساجة؟
فقال لي : «هذه لقبري تكون فيه اُضع عليها ، أوقال : اسند إليها ، وقد عرفت منه ، وأنا في كل يوم انزل فيه فاقرأ جزء من القرآن فيه فاصعد ، واظنه (قال) : فاخذ بيدي وارانيه. فاذا كان يوم كذا وكذا من شهر كذا وكذا ، من سنة كذا وكذا صرت الى اللّه عزّ وجلّ ودفنت فيه وهذه الساجة معي».
فلما خرجت من عنده اثبّت ما ذكره ولم أزل مترقباً به ذلك. فما تأخر الأمر حتى اعتل ابو جعفر فمات في اليوم الذي ذكره من الشهر الذي قاله من السنة التي ذكرها ، ودفن فيه (١).
انتقل الى رحمة اللّه تعالى شريف النفس رفيع الرأس ، واخبر بان السفير بعده هو الحسين بن روح رضياللهعنه.
دفن محمد بن عثمان في بغداد ، قرب باب سلمان ، وقبره معروف يزار ويتبرّك به ، ويعرف عند اهل بغداد بالشيخ الخُلاّني.
أبو القاسم الحسين بن روح النوبختي.
وهو الثقة السعيد السديد الذي تشرف بالنيابة الخاصة بالتنصيص عليه.
كان فاضلاً موثوقاً لا يختلف في وثاقته اثنان ، ذا شخصية معروفة ، تطمئن اليه الشيعة بكل جدّ.
__________________
(١) الغيبة (للشيخ الطوسي) : ص ٢٢٢.