ولا يحبسوا طعاماً من بُرّ او شعير ، ويرضون بالقليل ، ولا يشتمون ، ويكرهون النجاسة ، ويأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر ، ويلبسون الخشن من الثياب ، ويتوسّدون التراب على الخدود ، ويجاهدون في اللّه حق جهاده ، ويشترط على نفسه لهم ان يمشي حيث يمشون ، ويلبس كما يلبسون ، ويركب كما يركبون ، ويكون من حيث يريدون ، ويرضى بالقليل ، ويملأ الارض بعون اللّه عدلاً كما ملئت جوراً ، يعبد اللّه حق عبادته ، ولا يتخذ حاجباً ولا بوّاباً» (١).
يقوم الامام المهدي عليهالسلام باذن اللّه تعالى قيامه الحق الذي يُظهره اللّه على الدين كلّه وعلى وجه الأرض جميعه ، ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما مُلئت ظلماً وجوراً.
ويكون القيام في يوم عاشوراء ، كما في حديث الامام الباقر عليهالسلام في هذا الباب (٢).
ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص كما في حديث الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم (٣).
ينهض عليهالسلام في خمسة آلاف من الملائكة؛ جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن شماله ، والمؤمنون بين يديه ، وهو يفرّق الجنود في البلاد كما في الحديث (٤).
ويكون قيامه مع عمامة رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ودرعه ، وسيف ذي الفقار ، مع اصحابه الذين هم رجال كأن قلوبهم زبر الحديد ، لا يشوبها شك في ذات اللّه أشدُّ من الحجر ، لو حملوا على الجبال لأزالوها ، لا يقصدون براياتهم بلدة إلاّ
__________________
(١) منتخب الأثر : ص ٤٦٩ وعقد الدرر ص ١٣٣.
(٢) البحار : ج ٥٢ ص ٢٩٠ ب ٢٦ ح ٣٠.
(٣) البحار : ج ٥١ ص ٨١ ب ١ ح ٣٧.
(٤) الارشاد : ج ١ ص ٣٨٠.