«بيان : التشبيه بالشمس المجلّلة بالسحاب يؤمي الى امور».
ثم ذكر اموراً ثمانية جاء في ضمنها قوله :
«الاول : أنَّ نور الوجود والعلم والهداية ، يصل الى الخلق بتوسّطه عليهالسلام.
إذ ثبت بالأخبار المستفيضة أنّهم العلل الغائيّه لا يجاد الخلق. فلولاهم لم يصل نور الوجود الى غيرهم؛ وببركتهم والاستشفاع بهم والتوسّل إليهم ، يظهر العلوم والمعارف على الخلق ويكشف البلايا عنهم ، فلولاهم لاستحقَّ الخلق بقبائح أعمالهم أنواع العذاب ، كما قال تعالى : (وما كان اللّهُ ليعذّبَهم وأنتَ فيهم) (١).
ولقد جرّبنا مراراً لا نحصيها أنَّ عند انغلاق الامور وإعضال المسائل والبعد عن جناب الحقّ تعالى وانسداد أبواب الفيض ، لمّا استشفعنا بهم وتوسّلنا بأنوارهم ، وبقدر ما يحصل الإرتباط المعنويُّ بهم في ذلك الوقت ، تنكشف تلك الاُمور الصعبة.
وهذا معاين لمن أكحل اللّه عين قلبه بنور الايمان ، وقد مضى توضيح ذلك في كتاب الإمامة.
الثاني : كما أنَّ الشمس المحجوبة بالسحاب مع انتفاع الناس بها ، ينتظرون في كلِّ آن انكشاف السحاب عنها وظهورها ، ليكون انتفاعهم بها أكثر. فكذلك في أيّام غيبته عليهالسلام ، ينتظر المخلصون من شيعته خروجه وظهوره ، في كلِّ وقت وزمان ، ولا ييأسون منه.
الثالث : أنَّ منكر وجوده عليهالسلام مع وفور ظهور آثاره ، كمنكر وجود الشمس
__________________
(١) سورة الانفال : الآية ٣٣.