الابصار السحاب ، وانى لأمان لأهل الارض ، كما ان النجوم أمان لأهل السماء ...» (١).
وتشبيه الانتفاع بالامام المهدي عليهالسلام بالانتفاع بالشمس هذا من ألطف أنواع التشبيه وأجمله وأعمقه.
فللشمس الدور القيادي في المجموعة الشمسية لجميع الكواكب الكونيّة ، وبها نظم الكون ، ولولاها لا ختل العالم ، وكذلك الامام المهدي عليهالسلام.
ثم إنّ لجميع الموجودات الانتفاع الفائق والحيويّة من هذا النجم المضيء. فكل موجود يستوفي انتفاعه واستفادته من الشمس في حالتي ظهورها بالاشراق واستتارها بالسحاب ، وكذلك الامام عليهالسلام.
ثم إنّ بالشمس يتنوّر العالم وبدونه تكون الظلمات ، وكذلك بالإمام الحجّة عليهالسلام نور العوالم وبدونه تكون الظلمات.
مضافاً الى ان في نفس التعبير بتجلل الشمس بالسحاب ، لعله لنكتة استفادة عموم الناس منه عليهالسلام.
فان السحاب المجلِّل ، هو السحاب الذي يجلل الأرض بماء المطر أي يعمها كما في المجمع (٢).
وشمس وجوده عليهالسلام بالرغم من اختفاءه بسحاب الغيبة يعمّ الناس بالنفع بسحابه المجلِّل وخيره الكامل.
ولشيخ الاسلام المجلسي قدسسره بيان مفصّل في جهة التشبيه في المقام ، قال فيه :
__________________
(١) كمال الدين : ص ٤٨٥ ب ٤٥ ح ٤.
(٢) المجمع : ص ٤٦٦.