رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً » فلا يعلم ثواب ذلك الذكر في نفس الرجل غير الله عز وجل لعظمته.
______________________________________________________
« وقال الله » قيل : هذا بيان لعظمة ذكر القلب بوجهين : الأول أن في تتمة الآية « وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ » وتقديم ذكر القلب على القول يدل على رجحان عظمة ذكر القلب ، والثاني تخصيص التضرع والخيفة بذكر القلب يدل على أن عمدة التضرع والخيفة فيه لا في ذكر اللسان ، وقوله : فلا يعلم ، تفريع ويحتمل البيان.
وقال في مجمع البيان « وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ » خطاب للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والمراد به عام ، وقيل : هو خطاب لمستمع القرآن ، والمعنى « واذكر ربك في نفسك بالكلام من التسبيح والتهليل والتحميد ، وروى زرارة عن أحدهما عليهماالسلام قال : معناه إذا كنت خلف إمام تأثم به فأنصت « وسبح » في نفسك يعني في ما لا يجهر الإمام فيه بالقراءة ، وقيل : معناه واذكر نعمة ربك بالتفكر في نفسك وقيل : أراد ذكره في نفسك بصفاته العليا وأسمائه الحسنى « تَضَرُّعاً وَخِيفَةً » يعني بتضرع وخوف يعني في الدعاء ، فإن الدعاء بالتضرع والخوف من الله تعالى أقرب إلى الإجابة وإنما خص الذكر بالنفس لأنه أبعد من الرياء عن الجبائي « وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ » معناه ارفعوا أصواتكم قليلا فلا تجهروا بها جهارا بليغا حتى يكون عدلا بين ذلك كما قال : « وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها » وقيل : إنه أمر للإمام أن يرفع صوته في الصلاة بالقراءة مقدار ما يسمع من خلفه عن ابن عباس « بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ » أي بالغدوات والعشيات ، والمراد به دوام الذكر واتصاله وقيل : إنما خص هذين الوقتين لأنهما حال فراغ الناس عن طلب المعاش فيكون الذكر فيهما ألصق بالقلب « وَلا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ » عما أمرتك به من الدعاء والذكر.
وقيل : إن الآية متوجهة إلى من أمر بالاستماع للقرآن والإنصات وكانوا إذا سمعوا القرآن رفعوا أصواتهم بالدعاء عند ذكر الجنة والنار ، وفي الآية دليل