(باب)
(الدعاء عند النوم والانتباه)
١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه والحسين بن محمد ، عن أحمد بن إسحاق جميعا ، عن بكر بن محمد ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال من قال حين يأخذ مضجعه ثلاث مرات الحمد لله الذي علا فقهر والحمد لله الذي بطن فخبر والحمد لله الذي ملك فقدر والحمد لله الذي يُحْيِ الْمَوْتى ويميت الأحياء وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ـ خرج من الذنوب
______________________________________________________
باب الدعاء عند النوم والانتباه
الحديث الأول : صحيح.
وقد مر مثله مع شرحه في باب التحميد ونعيده هنا مجملا « الحمد لله الذي علا فقهر » أي علا على كل شيء في الرتبة والشرف والعلية والحكم ، وليس فوقه شيء فقهر جميع ما عداه وغلب على جميع ما سواه فيفعل بهم ما يشاء ويحكم بهم ما يريد. « والحمد لله الذي بطن » أي احتجب عن الأبصار والأوهام فلا يدركه بصر ولا يحيط به وهم ، أو علم بواطن الأشياء كما علم ظواهرها تقول بطنت الأمر إذا عرفت باطنه « فخبر » دقائق الأشياء وسرائرها وعلم غوامضها وضمائرها ، من الخبر وهو العلم ، يقال : فلان خبير أي عالم بكنه الشيء وطبيعته مطلع على آثاره وحقيقته ، « والحمد لله الذي ملك فقدر » أي ملك رقاب الممكنات وزمامها وقوامها ونظامها ، فقدر على إيجادها وإبقائها وإصلاحها وإفنائها.
« والحمد لله الذي يحيي الموتى ويميت الأحياء » يجوز أن يراد بالموتى من اتصف بالموت قبل تعلق الوجود والروح به ، ومن اتصف به عند انقضاء الآجال في الدنيا ، ومن اتصف به بعد رد الروح إليه في القبر للسؤال ، ومن اتصف به بعد رد الروح إليه في الرجعة ، للإثابة والانتقام في الدنيا.