يقول قال رسول الله صلىاللهعليهوآله إن في ابن آدم ثلاثمائة وستين عرقا منها مائة وثمانون متحركة ومنها مائة وثمانون ساكنة فلو سكن المتحرك لم ينم ولو تحرك الساكن لم ينم وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا أصبح قال : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ
______________________________________________________
الليل ، ويؤيده الخبر الآتي حيث قال شكر ليلته ، وإن كان قد يطلق على ما بعد الزوال أو العصر.
فلا حاجة إلى ما قيل : هذا مفصل والسابق عليه مجمل ، والمجمل يحمل على المفصل مع احتمال حمل السابق على أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يقول العدد المذكور في كل يوم ، وحمل هذا على أنه كان يقوله في بعض الأيام مرتين ، مرة في الصباح ومرة في المساء ، وفي لفظة إذا إشعار به لأنها للإجمال والمهملة في حكم الجزئية ، انتهى.
ثم أنه في أكثر النسخ لم ينم بالنون أي لا يعتريه النوم من الوجع وفي بعضها بالتاء أي لا يكون تام الصحة خاليا من المرض أو لا يتم أمره ولا يتأتى منه كما ينبغي ، واللام في الحمد إما للاستغراق أو للجنس ، واللام للملكية أو للاختصاص وعلى التقادير تدل على أن جميع النعم يرجع إليه وهو النعم على الإطلاق كما قال سبحانه « وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ » وإن كان شكرا لوسائط أيضا حسنا للأمر به.
« والرب » في الأصل بمعنى التربية وهو تبليغ الشيء إلى كماله شيئا فشيئا ثم وصف به للمبالغة ، وقيل : هو نعت من ربه يربه فهو رب ثم سمي به المالك لأنه يحفظ ما يملكه ويربيه ، ولا يطلق على غيره تعالى إلا مقيدا كقوله : « ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ ».
والعالم اسم لما يعلم به كالخاتم والقالب غلب فيما يعلم به الصانع ، وهو كل ما سواه من الجواهر والأعراض فإنها لا مكانها وافتقارها إلى مؤثر واجب لذاته تدل على وجوده ، وإنما جميع ليشمل ما تحته من الأجناس المختلفة ، وغلب