.................................................................................................
______________________________________________________
وأرى الثرى من كل شيء عن الضحاك ، وقيل : يعني ما في ضمن الأرض من الكنوز والأموات ، وقال البيضاوي : الثرى الطبقة الترابية من الأرض ، وهي آخر طبقاتها وأقول : في الأخبار أنها آخر المخلوقات الأرضية ففي بعضها أن الأرضين السبع على الديك ، وهو على الصخرة ، وهي على الحوت ، والحوت في البحر المظلم ، والبحر على الهواء ، والهواء على الثرى ، وفي بعضها : الأرض على عاتق ملك ، وقدماه على صخرة ، وهي على قرن ثور ، والثور قوائمه على ظهر الحوت ، والحوت في اليم الأسفل ، وأليم على الظلمة ، والظلمة على العقيم ، والعقيم على الثرى ، وما يعلم ما تحت الثرى إلا الله تعالى ، وفي بعضها بعد ذكر الثرى وعند ذلك انقضى علم العلماء ، وفي بعضها عند ذلك فصل علم العلماء ، وفي الخبر في وصف الأئمة عليهمالسلام ، والحجة البالغة على من في الأرض ومن تحت الثرى ، فيحتمل أن يكون المراد هنا بما تحت الثرى الحشرات التي في الأرض أو الجن الذين بين أطباقها أو طائفة من الجن أو خلق آخر يكونون تحت الثرى لا يعلمهم إلا الله تعالى.
« ومن شر ما بطن أو ظهر » أي شخصه أو شره « ومن شر أبي مرة » أقول : في نسخ الحديث هنا اختلاف كثير ففي أكثر نسخ الكتاب أبي مره ، وهو أظهر وهو بضم الميم وتشديد الراء كنية إبليس لعنه الله ذكره الجوهري وغيره ، وفي أكثر نسخ المحاسن أبي قترة قال الفيروزآبادي : أبو قترة إبليس لعنه الله ، أو قترة علم للشيطان بدون ذكر أبي قال في النهاية : فيه ـ تعوذوا بالله من قترة وما ولد ـ هو بكسر القاف وسكون التاء اسم إبليس انتهى ، وكل من الوجوه صحيح وموافق للاستعمال واللغة ، وربما يقرأ ابن قترة بكسر القاف وسكون التاء لما ذكره الجوهري حيث قال ابن قترة حية خبيثة إلى الصغر ما هي ولا يخفى ما فيه من التكلف لفظا ومعنى.