والروح سبقت رحمتك غضبك لا إله إلا أنت وحدك عملت سوءا وظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فإذا قمت فانظر في آفاق السماء وقل اللهم لا يواري منك ليل داج ولا سماء ذات أبراج ولا أرض ذات مهاد ولا ظُلُماتٌ
______________________________________________________
وخفق بهما وصرخ بالتسبيح ( سبحان الله العظيم سبحان الله العزيز القهار سبحان الله ذي العرش المجيد سبحان الله رب العرش الرفيع ) فإذا فعل ذلك سبحت ديكة الأرض فإذا هاج هاجت الديكة في الأرض تجاوبه بالتسبيح والتقديس لله تعالى ولذلك الديك ريش أبيض كأشد بياض رأيته قط ، وله زغب أخضر تحت ريشه الأبيض كأشد خضرة رأيتها قط ، وروى الصدوق في التوحيد عن أمير المؤمنين عليهالسلام في تفسير قوله تعالى ( وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ) (١) مثل ذلك وأن المراد بالطير الديكة والأخبار في ذلك كثيرة فظهر أن التسبيح عند سماع أصواتها موافقة لها في التسبيح.
ومن طريق العامة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال إذا سمعتم صياح الديك فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكا قال عياض إنما أمرنا بالدعاء حينئذ لتؤمن الملائكة وتستغفر وتشهد للداعي بالتضرع والإخلاص ، وقال القرطبي : ولرجاء القبول وقيل الفاء في قوله « فاغفر » للتفريع على الإقرار بالوحدانية والاعتراف بالذنوب والفاء في قوله « فإنه » للبيان والضمير للشأن.
« إلى أفاق السماء » أي ما ظهر من نواحيها ، في المصباح الأفق بضمتين الناحية من الأرض ومن السماء والجمع آفاق انتهى ، والنظر إليها للعبرة والتفكر في آثار عظمته وقدرته سبحانه وقيل لملاحظة الوقت « لا يواري عنك » أي لا يستر عنك من المواراة وهي الستر « ليل داج » بالتخفيف من المعتل اللام من دجى الليل دجوا إذا أظلم وتمت ظلمته وربما يقرأ بالتشديد قال في القاموس دج أرخى الستر والدجج بضمتين شدة الظلمة كالدجة وليلة ديجوج ودجداجة انتهى ،
__________________
(١) النور : ٤١.