.................................................................................................
______________________________________________________
وقيل : هو جمع مهد وهو الموضع المستوي ، هو إشارة إلى أن الأرض لما كانت مستوية احتاجت إلى الجبال لرفع تزلزلها كما قال تعالى ( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً وَالْجِبالَ أَوْتاداً ) فالمراد أن الجبال التي حصلت سبب استواء الأرض لا تواري عنك ما وراءها ، ولا يخفى ما فيه.
وقال الشيخ البهائي (ره) في المفتاح ذات مهاد بكسر أوله جمع ممهود أي ذات أمكنة مستوية ممهدة واعترض عليه بأن ما ذكره قدسسره من كون مهاد جمع ممهود لا يعرف مأخذه ولا وجه صحته ، بل هو مخالف للسماع والقياس.
أما الأول : فلان المذكور في التفاسير أن مهادا مفرد قال في مجمع البيان في تفسير قوله تعالى ( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً ) أي وطأ وقرارا ومهيأ للتصرف فيه من غير إذنه ، وقيل : مهادا أي بساطا وقال صاحب الكشاف مهادا أي فراشا وقال في القاموس : المهاد ككتاب الفراش جمعه أمهدة ومهد و ( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً ) أي بساطا ممكنا للسلوك ( وَلَبِئْسَ الْمِهادُ ) أي ما مهد لنفسه في معاده وذكر فيه أن المهاد جاء بمعنى المهد وهو الموضع الذي يهيئ للصبي ويوطأ له.
وأما الثاني : أعني مخالفة القياس فلان قياس الصفة مثل اسم الفاعل والمفعول مطلقا أن يجمع جمع الصحيح ، فإن كانت صفة لمذكر يعقل فيه الواو والنون ، نحو منصورون وإن كانت صفة لمذكر لا يعقل أو المؤنث مطلقا فبالألف والتاء كمرفوعات ومنصورات ، وأما جمع التكسير فغير قياس إلا ما كان على فاعل بل قليل موقوف على السماع كميامين ومشاييم فقياس ممهود أن يجمع على ممهودات ولو جمع جمع تكسير لا على الشذوذ يجب أن يقال مماهيد ، وأما جمعه على مهاد فبعيد غاية البعد ، ولو قلنا بجمعية مهاد فالأولى أن يقال : أنه جمع مهد لأن فعلا يجمع على فعال كجبل وجبال ، ونعل ونعال ، ورحل ورحال انتهى.