بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ ولا بحر لجي تدلج بين يدي المدلج من خلقك تعلم خائِنَةَ الْأَعْيُنِ
______________________________________________________
قوله عليهالسلام « ولا بحر لجي » قال في المفتاح بضم اللام وقد يكسر وتشديد الجيم المكسورة المشددة أي عظيم انتهى ، وفي القاموس : لجة البحر معظمه ومنه بحر لجي ، وأقول : هذه الفقرة والتي قبلها إشارة إلى قوله تعالى في سورة النور ( أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ ) قال البيضاوي : أي عميق منسوب إلى اللجج وهو معظم الماء ، ( يَغْشاهُ ) يغشى البحر ( مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ ) أي أمواج مترادفة متراكمة ( مِنْ فَوْقِهِ ) من فوق الموج الثاني ( سَحابٌ ) غطى النجوم وحجب أنوارها والجملة صفة أخرى للبحر ( كَظُلُماتٍ ) أي هذا ظلمات ( بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها ) لم يقرب أن يراها فضلا أن يراها.
قوله عليهالسلام « تدلج بين يدي المدلج من خلقك » قال في القاموس : الدلج محركة والدلجة بالضم والفتح السير من أول الليل ، وقد أدلجوا فإن ساروا في آخر الليل فأدلجوا بالتشديد ، وفي المصباح أدلج إدلاجا مثل أكرم إكراما مسار الليل كله فهو مدلج ، وبه سمي ومنه أبو قبيلة من كنانة ، ومنهم القافة فإن خرج آخر الليل فقد أدلج بالتشديد انتهى.
وأقول : المضبوط في الدعاء التخفيف والتشديد أنسب ، والكفعمي (ره) في البلد الأمين عكس ونسب التخفيف إلى آخر الليل ولعله من سهو قلمه وقال في المفتاح : الإدلاج السير بالليل وربما يختص بالسير في أوله ، وربما يطلق الإدلاج على العبادة في الليل مجازا لأن العبادة سير إلى الله تعالى وقد فسر بذلك قول النبي فيه من خاف أدلج ، ومن أدلج بلغ المنزل ، ومعنى تدلج بين يدي المدلج أن رحمتك وتوفيقك وأعانتك لمن توجه إليك وعبدك صادرة عنك قبل توجهه إليك وعبادته لك إذ لو لا رحمتك وتوفيقك وإيقاعك ذلك في قلبه لم يخطر ذلك بباله فكأنك سريت إليه قبل أن يسري هو إليك وقال (ره) في الهامش وبعض