وَما تُخْفِي الصُّدُورُ غارت النجوم ، ونامت العيون وأنت الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تأخذك
______________________________________________________
المحدثين فسر الإدلاج في هذا الحديث بالطاعات والعبادات في أيام الشباب فإن سواد الشعر يناسب الليل فالعبادة فيه كأنها إدلاج انتهى.
وأقول : علقها على قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم من خاف أدلج لما روي عن محمد بن الحنفية في تفسير هذا الخبر أن مراده صلىاللهعليهوآلهوسلم من خاف الله واليوم الآخر اجتهد في العبادة أيام شبابه وقوته وسواد شعره فقد كنى عن العمل في الشباب بالدلج وهو السير بالليل كما يكنى عن الشيب بالصبح وأقول في الدعاء ، ويحتمل أن يكون المعنى أن ألطافك ورحماتك تزيد على عبادته لك كما ورد في الحديث القدسي ، من تقرب إلى شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلى ذراعا تقربت إليه باعا.
وقال والدي (ره) في أكثر نسخ التهذيب يدلج بالياء على صيغة الغائب فيحتمل أن يكون صفة للبحر إذ السائر في البحر يظن أن البحر متوجه إليه يتحرك نحوه ويمكن أن يكون التفاتا فيرجع إلى المعنى الأول « تعلم خائِنَةَ الْأَعْيُنِ » الخائنة أما اسم فاعل أي النظرة الخائنة الصادرة عن الأعين ، أو الخائنة مصدر كالعافية أي خيانة الأعين وهي النظر إلى ما لا يجوز والغمز بها « وَما تُخْفِي الصُّدُورُ » خطوراتها ومضمراتها « غارت النجوم » أي تسفلت وأخذت في الهبوط والانخفاض بعد ما كانت أخذه في الصعود والارتفاع واللام للعهد ، ويجوز أن يكون بمعنى غابت بأن يكون المراد بها النجوم التي كانت في أول الليل في وسط السماء « ونامت العيون » أي هذا وقت اليأس عن المخلوقين والتوسل برب العالمين وقيل : كأنه تأسف على الغفلة عن مشاهدة هذا الصنع الغريب والتدبير العجيب « وأنت الحي القيوم » أي الفعال المدرك للأشياء كما هي ، والقائم على كل شيء برعايته وحفظه وإصلاحه وتدبيره.
وأقول : حاصل هذه الفقرات ، التنبيه على التوسل بقاضي الحاجات ، وقطع