فاتحة الكتاب أمامك وعن يمينك وعن شمالك و « قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ » أمامك وعن يمينك وعن شمالك و « قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ » و « قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ » أمامك وعن يمينك وعن شمالك ثم قل اللهم احفظني واحفظ ما معي وسلمني وسلم ما معي وبلغني وبلغ ما معي بلاغا حسنا ثم قال أما رأيت الرجل يحفظ ولا يحفظ ما معه ويسلم ولا يسلم ما معه ويبلغ ولا يبلغ ما معه.
______________________________________________________
وآية الكرسي أمامه وعن يمينه وعن شماله ثم قال اللهم احفظني إلى آخر الخبر وسيأتي مخالفا لهما وهذا الاختلاف مع اتحاد الراوي غريب « واقرء فاتحة الكتاب » قيل ليس فيه النفث كما ذكره بعض ، بل الأحوط تركه لتشبهه بالسحر ، كما في قوله تعالى : وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ.
ثم اعلم أن الأحسن والأوفق بلفظ الخبر قراءة كل منها على حدة في الجهات الثلاث ولا يبعد جواز جمع الجميع في كل جهة « اللهم احفظني » أي من الآفات والبليات والمكاره الجسمانية والروحانية « وسلمني » الظاهر أنه تأكيد لما قبله وهو كثير في الأدعية ومناسب للإلحاح في الدعاء ، وقيل : الحفظ من الآفات والسلامة من السيئات والمراد بما في الأخير العبيد والخدم والرفقاء ، وقيل : الحفظ من الآفات الأرضية والتسليم من التقديرات السماوية « وبلغني وبلغ ما معي بلاغا حسنا » أي بلغني وما معي إلى المقصود والمكان المقصود تبليغا حسنا بلا نقص ولا تعب ولا شيء من الآفات ، وقيل : البلاغ إما بالفتح وهو اسم لما يتبلغ ويتوصل به إلى المقصود ، والمراد به هنا التبليغ بإقامة الاسم مقام المصدر كما في قولك أعطيته عطاء ، أو بالكسر للمبالغة في التبليغ من بالغ في الأمر مبالغة وبلاغا إذا اجتهد فيه ولم يقصر انتهى.
وأقول : في القاموس : البلاغ كسحاب الكفاية والاسم من الإبلاغ والتبليغ وهما الإيصال وقوله « أما رأيت » بيان لفائدة ضم الدعاء لما معه مع الدعاء له في الجميع. قوله عليهالسلام « ويسلم » إلى آخره هذا الفعل وما بعده من الأفعال إما مجرد