ما يحذرون وأره فيهم ما يحب وتقر به عينه واشف صدورنا وصُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ » قال وكان النبي صلىاللهعليهوآله يقول إذا فرغ من صلاته ـ اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وإسرافي على نفسي وما أنت أعلم به مني اللهم
______________________________________________________
وأقول ذكر الأطباء أن دمعة السرور باردة لأنها تحصل من انبساط النفس فتنزل ما كانت من الرطوبات في شؤون الرأس فاكتسبت البرودة من الدماغ ، وبكاء الحزن تحصل من بخار حاد يتصاعد من القلب إلى الدماغ فإذا وصلت إلى الدماغ وتأثرت من الدماغ فتنزل قبل أن تكتسب برودة ظاهرة كالتي تتقاطر من سقوف الحمامات ، فهي باقية على حرارتها ، فهذا منشأ تخالف الدمعتين في البرودة والسخونة فما قال الشيخ البهائي (ره) في المفتاح ـ إن العرب تزعم أن دمع الباكي من السرور بارد ودمع الباكي من الحزن حار ـ ليس على ما ينبغي ، والشفاء البرء من المرض وأستعير لشفاء القلوب من الهم والحقد والانتقام من العدو قوله قال « وكان النبي » ظاهره أنه من تتمة رواية محمد بن الفرج ، والقائل الجواد عليهالسلام وما في الفقيه يحتمل ذلك ، ويحتمل كونه رواية أخرى مرسلة ، ويؤيده أنه روي في مكارم الأخلاق عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه من دعا به عقب كل صلاة مكتوبة حفظ في نفسه وداره وماله وولده وهو اللهم اغفر إلى آخر الدعاء.
وأكثر فقرات هذا الدعاء مأثورة في كتب العامة في روايات متفرقة ، روي في المشكاة عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء ( اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير ) ثم قال متفق عليه أي مروي في الصحيحين ، ثم روى من صحيح النسائي عن عطاء بن السائب عن أبيه قال صلى بنا عمار بن ياسر صلاة فأوجز فيها فقال له بعض القوم لقد خففت وأوجزت الصلاة فقال أما على ذلك لقد