قال قل اللهم ارزقني من فضلك الواسع الحلال الطيب رزقا واسعا حلالا
______________________________________________________
ما قوي فيه احتمال التحريم فيه واقعا وإن حكم بحله ظاهرا ، كأموال بعض الظلمة الذين أكثر وجوه مداخلهم حرام ولم يعلم بخصوصه أنه حرام وقد ورد فيه لنا المهنأ وعليه الوزر.
وقوله « رزقا » قيل مفعول به أو مفعول مطلق ، والرزق ما ينتفع به بالتغذي وغيره حلالا كان أم حراما وتقييده بالحلال مؤيد له ، ومن خص الرزق بالحلال يقول إنه صفة موضحة مؤكدة جمعا بينه وبين ما روي عن الباقر عليهالسلام أنه قال إن الله يسم الأرزاق بين خلقه حلالا ولم يقسمها حراما ومن اتقى وصبر أتاه رزقه من حله ومن هتك حجاب ستر الله عز وجل وأخذه من غير حله قص به من رزقه الحلال وحوسب عليه يوم القيامة « بلاغا » أي كافيا « للدنيا والآخرة » أي لأمور دنياي ومعيشتها وأتسبب به لتحصيل أجر الآخرة بالحج وصلة الأرحام والصدقات والمبرات « صبا صبا » أي كثيرا كثيرا مصدر بمعنى الفاعل أو المفعول من قولهم صبه أراقه فصب وأنصب والتكرير للتأكيد أو للإشعار بتجدده يوما فيوما فإنه ألذ وأنفع « هنيئا مريئا » الهنيء السائغ الذي لا يقف في الحلق والمري أن لا يعقبه بعد الأكل تعبا ومرضا والمراد هنا حصوله بلا تعب وصرفه بلا مشقة ولا يتعقبه ضرر جسماني ولا روحاني في الدنيا ولا في الآخرة.
قال الفيروزآبادي : الهنيء والمهنأ ما أتاك بلا مشقة وقد هنئ وهنؤ هناءة وهنأني ولي الطعام يهنأ ويهنئ ويهنؤ هِنئا وهنئا وهنأتنيه العافية وهو هنيء سائغ وقال مرأى الطعام مثلثة الراء مراءة فهو مريء هنيء حميد المغبة بين المرأة لتمره وهنأني ومرأني فإن أفرد فأمرأني وكلاء مريء غير وخيم. وفي النهاية يقال : هنأني الطعام يهنئني ويهنؤني وهنئت الطعام أي تهنأت به وكل أمر يأتيك من غير تعب فهو هنيء هذا هو الأصل بالهمز وقد يخفف ، وقال يقال : مرأني الطعام وأمرأني إذا لم يثقل على المعدة وانحدر عنها طيبا. قال الفراء : يقال هنأني الطعام