أتوجه بك إلى الله ربك وربي ورب كل شيء أن تصلي على محمد وأهل بيته وأسألك
______________________________________________________
الكريم المطلق الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل والجود والعطاء الذي لا ينفد ، وقد مر تفسير تلك الأسماء مرارا لكنه المسك كلما كررته يتوضع « نبي الرحمة » عطف بيان لقوله « نبيك » أي النبي الذي كان رحمة خالصة وبعث لمحض الرحمة ، ولم يطلب عذابا للأمة كسائر الأنبياء عليه وآله وعليهمالسلام « يا محمد ـ إلى قوله ـ كل شيء » جملة معترضة بين أجزاء الدعاء استمدادا للقبول وطلبا للشفاعة وقوله أن تصلي من تتمة أجزاء الدعاء ومجرور محلا بدل اشتماله لمحمد ، ويمكن أن يكون بتقدير في أن تصلي فالظرف متعلق بأتوجه.
والحاصل أنه توجه إلى الله تعالى أولا وجعله وسيلة بينه وبينه وشفيعا في إنجاز طلبته ونيل سؤله وقضاء حاجته ثم صرف الخطاب إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم واستشفعه ليقبل استشفاعه ويصير شفيعا له ، ففيه من آداب حسن الدعاء ما لا يخفى ، لأن من جعل أحدا من المقربين شفيعا إلى ملك لا بد له من الرجوع إليه وطلب قبول الشفاعة منه ، ثم بعد الرجوع إلى خطاب الرب سبحانه والشروع في عرض المطلب الابتداء بطلب الصلاة على من جعله شفيعا مع غنائه مشتمل على أنواع الأدب وحسن الطلب من جهات شتى أومأنا إلى بعضها في باب الصلاة عليهم صلى الله عليهم ووفينا حقها في الفرائد الطريفة في شرح الصحيفة الشريفة بحسب ما تصل إليه عقولنا السخيفة ، وفي أكثر النسخ أن تصلي بصيغة الخطاب كما ذكرنا وفي بعضها أن يصلي بصيغة الغيبة فهو حينئذ متعلق بقوله إني أتوجه بك ففي قوله على محمد وأهل بيته عدول عن الخطاب إلى الغيبة لنكت كثيرة ، منها التبرك أو الاستلذاذ أو الاهتمام بذكرهم صلوات الله عليهم « وأسألك » عطف على قوله « أتوجه إليك » والتوسل بهم معتبر هنا أيضا والنفحة هنا استعيرت لتوجه الرحمة وسطوع آثارها « والكريمة » مبالغة في شرفها وعظمتها وخلوصها عن النقص وحسن عاقبتها وعدم اشتمالها على الاستدراج ، في القاموس : نفح الطيب كمنع فاح والريح