عن سيف بن عميرة ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال الرغبة أن تستقبل ببطن كفيك إلى السماء والرهبة أن تجعل ظهر كفيك إلى السماء.
______________________________________________________
ميمون.
قوله : « الرغبة » هذا ونظائره يحتمل وجهين : الأول : أن يكون المعنى أنه إذا كان الغالب عليه في حال الدعاء الرغبة والرجاء ينبغي أن يفعل هكذا ، فإنه يظن أن يد الرحمة انبسطت فيبسط يده ليأخذه ، وإذا كان الغالب عليه الخوف وعدم استئهاله للإجابة يجعل ظهر كفيه إلى السماء إشارة إلى أنه لكثرة خطاياه مستحق للحرمان وإن كان مقتضى كرمه وجوده الفضل والإحسان.
الثاني : أن يكون المعنى أنه إذا كان مطلوبه طلب منفعة ينبغي أن يبسط بطن كفيه إلى السماء لما مروان كان مطلوبه دفع ضرر وبلاء يخاف نزوله من السماء يجعل ظهرها إليها كأنه يدفعها بيديه ، ولا يخفى أن فيما عدا الأولين الأول أنسب ، والخبر الخامس يؤيد الثاني.
ويمكن الجمع بين المعنيين بحمل الأولين على الثاني والبقية على الأول ، ويحتمل حمل الأولين على المطالب الدنيوية وما بعدهما على المناجاة ، والمطالب الأخروية والحمل إما بتقدير مضاف أي أدب الرغبة مثلا أو هذه الأسماء صارت في عرف الشرع أسماء لتلك الأفعال أو أطلق عليها مجازا لدلالتها عليها.
وقوله : « وَتَبَتَّلْ » قال الدعاء أي إشارة إليه أو التقدير مدلول قوله ، وقوله : « قال » كلام الراوي اعترض بين المبتدأ والخبر.
وقال الطبرسي (ره) : التبتل الانقطاع إلى عبادة الله وإخلاص العمل له وأصله من بتلت الشيء قطعته ومنه البتول عليهاالسلام لانقطاعها إلى عبادة الله عز وجل ، ثم قال : والمعنى أخلص له إخلاصا عن ابن عباس وغيره يعني في الدعاء والعبادة وقيل : انقطع إليه انقطاعا وقيل : توكل إليه توكلا ، وقيل : تفرغ لعبادته وروى محمد بن مسلم وزرارة وحمران عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهالسلام إن التبتل هنا