والتضرع تحريك الإصبع والابتهال أن تمد يديك جميعا.
______________________________________________________
فائدة
قال العارف الرباني في العدة هذه الهيئات المذكورة إما تعبد لعلة لا نعلمها أو لعل المراد ببسط كفيه في الرغبة كونه أقرب إلى حال الراغب في بسط آماله وحسن ظنه بإفضاله ورجائه لنواله ، فالراغب يسأل بالأمان فيبسط كفيه لما يقع فيهما من الإحسان.
والمراد في الرهبة بجعل ظهر الكفين إلى السماء ، كون العبد يقول بلسان الذلة والاحتقار لعالم الخفيات والأسرار آنا ما أقدم على بسط كفى إليك وقد جعلت وجههما إلى الأرض ذلا وخجلا بين يديك ، والمراد في التضرع بتحريك الأصابع يمينا وشمالا أنه تأسى بالثاكل عند المصاب الهائل ، فإنها تقلب يديها وتنوح بهما إقبالا وإدبارا ويمينا وشمالا ، والمراد بالتبتل برفع الأصابع مرة ووضعها أخرى بأن معنى التبتل الانقطاع فكأنه يقول بلسان حاله لمحقق رجائه وآماله : انقطعت إليك وحدك كما أنت أهله من الإلهية فيشير بإصبعه وحدها من دون الأصابع على سبيل الوحدانية.
والمراد في الابتهال بمد يديه تلقاء وجهه إلى القبلة أو مد يديه وذراعيه إلى السماء ، أو رفع يديه وتجاوزهما رأسه بحسب الروايات أنه نوع من أنواع العبودية والاحتقار والذلة والصغار ، أو كالغريق الرافع يديه الحاسر عن ذراعيه المتشبث بأذيال رحمته والمتعلق بذوائب رأفته التي أنجت الهالكين وأغاثت المكروبين ووسعت العالمين وهذا مقام جليل فلا يدعيه العبد إلا عند العبرة وتزاحم الأنين والزفرة ووقوفه موقف العبد الذليل واشتغاله بخالقه الجليل عن طلب الآمال والتعرض للسؤال.
والمراد في الاستكانة برفع يديه على منكبيه أنه كالعبد الجاني إذا حمل إلى