ذكرت بعض من مات من أهلي فأرق وأبكي فهل يجوز ذلك فقال نعم فتذكرهم فإذا رققت فابك وادع ربك تبارك وتعالى.
______________________________________________________
لأبي عبد الله عليهالسلام أيتباكى الرجل في الصلاة؟ فقال : بخ بخ ولو مثل رأس الذباب.
وقال العلامة (ره) في المنتهى البكاء جائز في الصلاة إن كان خوفا من الله تعالى وخشية من النار لا يقطعها عمدا ولا سهوا ، وإن كان لأمور الدنيا لم يجز وأبطل الصلاة سواء غلب عليه أو لا. ويدل على جواز الأول قوله تعالى : ( إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا ) (١) وروى الجمهور ، عن مطرف عن أبيه قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء ، ثم ذكر رواية الصدوق المتقدمة وغيرها ثم قال : وأما المنع من الثاني فلأنه ليس من أفعال الصلاة فكان قاطعا كالكلام.
ويؤيده ما رواه الشيخ عن النعمان بن عبد السلام عن أبي حنيفة قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن البكاء في الصلاة أيقطع الصلاة؟ فقال : إن كان بكاء لذكر جنة أو نار فذلك هو أفضل الأعمال في الصلاة ، وإن كان لذكر ميت له فصلاته فاسدة ، وظاهر الأصحاب أنه مجمع عليه ، وتوقف فيه المحقق الأردبيلي وأكثر من تأخر عنه لضعف الرواية وهو في محله.
واعلم أن الأكثر جوزوا التباكي في الصلاة ، وقد سمعت الأخبار في ذلك ، والغالب الشائع من أفراده تذكر المصائب الدنيوية بل صرحوا بذلك فيتراءى التنافي بين الحكمين ، بل بين الروايات.
ويمكن رفع التنافي بين الروايات بوجهين :
الأول : حمل التباكي في الصلاة على ما إذا كان بتذكر الشدائد والعقوبات الأخروية ، وما كان مصرحا بتذكر الأمور الدنيوية على غير الصلاة كهذا الخبر.
__________________
(١) مريم : ٥٨.