.................................................................................................
______________________________________________________
في الصلاة والاجتماع في الدعاء.
الثاني : أن من كانت له حاجة إلى سلطان فمن آدابه المقررة في العقول والعادات أن يهدي تحفا إلى المقربين لديه والمكرمين عليه لكي يشفعوا له عنده بل لو لم يشفعوا أيضا وعلم السلطان ذلك يقضي حاجته ، وبعبارة أخرى من أحبه السلطان وأكرمه ورفع منزلته يجب أن يكرمه الناس ويثنوا عليه فإذا فعل استحق العطاء من السلطان ، وإذا لم يظهر ذلك منه استحق الحرمان.
الثالث : أن الصلاة عليه وآله يصير سببا لتكفير السيئات المانعة عن قبول الدعوات.
الرابع : أن حبهم وولاءهم والإقرار بفضلهم من أعظم أركان الإيمان فبالصلاة عليهم والتوسل به يكمل الإيمان ، ولا ريب أن كمال الإيمان يوجب مزيد القرب من الرحمن وتوفير الفضل والإحسان كما أن الثناء على الله سبحانه يقدم على الدعاء لذلك بالجنان واللسان.
الخامس : أن المقصود من إيجاد الثقلين وسائر الموجودات والقابل من فيوض الفائضة من بدو الإيجاد إلى ما لا يتناهى من الأزمنة والأوقات هو رسول الله وأهل بيته عليهم أفضل الصلوات ، فلهم الشفاعة الكبرى في هذه النشأة والنشأة الأخرى وبواسطتهم تفيض الرحمات على جميع الورى ، إذ لا بخل في المبدأ وإنما النقص من القابل وهم القابلون لجميع الفيوض القدسية والرحمات الإلهية فإذا أفيض عليهم فبتطفلهم يفيض على سائر الموجودات ، فإذا أراد الداعي استجلاب رحمة من الله سبحانه يصلي عليهم ولا يرد هذا الدعاء لأن المبدأ فياض والمحل قابل وببركتهم يفيض على الداعي بل على جميع الخلق ، كما إذا جاء أعرابي أو كردي غير مستأهل لشيء من الإكرام إلى باب سلطان نافذ حكمه الأنام ، فأمر له ببسط الموائد واختصه بأنواع العوائد نسبه العقلاء إلى قلة العقل وسخافة الرأي بخلاف