____________________
الذى أصلح ابرته وهى كناية عن عضو الانسان عن التاج ، أو هو بمعنى المتهم ، يقال « فلان ليس بمأبور في دينه » أى بمتهم ، قال الفيروز آبادى. وقول على عليهالسلام : « ولست بمأبور في دينى » أى بمتهم في دينى فيتألفنى النبى صلىاللهعليهوآله بتزويجى فاطمة.
فالمسلم من روايات الفريقين أن الرجل كان متهما بذلك لاختلافه عند مارية وكونه نديما لها نسيبا منها ، وكان اتهامه شايعا عند المنافقين والفساق : يتلقونه بألسنتهم من لدن أن حبلت مارية بابراهيم زعما منهم أن رسول الله قد عقم لعلة ولذلك لا يلدن نساؤه حتى صرح بذلك عائشة في وجه النبى صلىاللهعليهوآله تسلية له بوفاة ابراهيم ابنه! فغضب رسول الله وأمر عليا بما انتهى إلى براءة مارية ومأبور.
فآيات الافك المعنونة في صدر الباب تنطبق بلا ريب على افك مارية ومأبور أكمل انطباق ، مضافا إلى ان السورة نزلت في سنة تسع بشهادة آيات اللعان الواقعة في صدرها قبل آيات الافك ، كما عرفت سابقا ، وقد كان وفات ابراهيم بن رسول الله صلىاللهعليهوآله في سنة تسع أيضا.
وأما قوله « ان العامة روت أنها نزلت في عائشة وما رميت به في غزوة بنى المصطلق من خزاعة » فقد رووا في ذلك عن عائشة ـ وهى قهرمانة القصة ـ روايات متعددة تعلو عليها آثار الاختلاق والاسطورة ملخصها :
كان رسول الله صلىاللهعليهوآله اذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه ، فلما كانت غزوة بنى المصطلق أقرع بينهن فخرج سهمى فخرج بى ، فلما فرغ رسول الله من سفره وجه قافلا حتى اذا كان قريبا من المدينة نزل منزلا فبات به بعض الليل ثم أذن بالرحيل فارتحل الناس وخرجت لبعض حاجتى وفى عنقى عقد لى فيه جزع ظفار ، فلما فرغت انسل من عنقى ولا ادرى ، فلما رجعت إلى الرحل ذهبت ألتمسه في عنقى فلم أجده وقد أخذ الناس في الرحيل ، فرجعت إلى مكانى فالتمسته حتى وجدته ، ثم جئت إلى الرحل وقد أقبل الرهط الذين كانوا يرحلون بى فاحتملوا هو دجى وهم يحسبون أنى فيه ، وشدوه على البعير وانطلقوا.