٩١
* ( باب ) *
* ( السرقة والغلول وحدهما ) *
الايات : آل عمران : « وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون (١).
____________________
(١) آل عمران : ١٦١ أقول : قرأ ابن كثير وأبوعمرو مع عاصم « أن يغل » ـ بفتح الياء وضم الغين ـ والمعنى ما كان له أن يخون في الغنيمة والباقون بضم الياء وفتح الغين والمعنى ما كان له أن ينسب إلى الخيانة ، لان باب الافعال قد يجئ للنسبة فمعنى أغله : نسبه إلى الخيانة.
روى عن ابن عباس وسعيد بن جبير أنها نزلت في قطيفة حمراء فقدت يوم بدر من المغنم فقال بعضهم : لعل النبى صلىاللهعليهوآله أخذها ، فأنزل الله وما كان لنبى أن يغل ، أى وما كان الله ليجعل نبيا غالا ، وعن ابن عباس أن معناه ما كان لنبى أن يقسم لطائفة من المسلمين ويترك طائفة ويجور في القسمة ، ولكن يقسم بالعدل ويأخذ فيه بأمر الله ويحكم بما أنزل الله عزوجل.
وقد كان ابن عباس ينكر على من يقرء قراءة ابن مسعود أن يغل ـ بضم الياء وفتح الغين ـ ويقول : كيف لا يكون له أن يغل وقد كان له أن يقتل ، قال الله « ويقتلون الانبياء بغير حق » ولكن المنافقين اتهموا النبى صلىاللهعليهوآله في شئ من الغنيمة فأنزل الله « وما كان لنبى أن يغل ».
ونقل عن مقاتل أنها نزلت في
غنائم احد حين ترك الرماة المركز طلبا للغنيمة
وقالوا نخشى أن يقول رسول الله صلىاللهعليهوآله « من أخذ شيئا فهو له » ولا يقسم كما لم يقسم يوم بدر