المائدة : والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من
____________________
ووقعوا في الغنائم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أظنتم أنا نغل ولا نقسم لكم؟ فأنزل الاية.
واختار ابن هشام وابن اسحاق في السيرة ج ٢ ص ١١٧ أن معنى الغلول الاكتتام وقال : أى ما كان لنبى أن يكتم الناس ما بعثه الله به اليهم عن رهبة من الناس ولا رغبة و من يفعل ذلك يأت يوم القيامة به ثم يجزى بكسبه.
والظاهر بقرينة عموم قوله « ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة » وأنه لا يناسب اكتتام الوحى أن المراد بالغلول هو الخيانة والاختلاس بأن يأخذ الرجل شيئا من المغنم ويدسه تحت ثيابه كما نص عليه الراغب.
وقوله « ما كان لنبى أن يغل » ليس يوهم أنه صلىاللهعليهوآله كان بصدد ذلك فنهاه الله عزوجل حتى يؤول في معنى الكلمة تارة وفى قراءتها تارة اخرى ، بل المراد نفى الشأنية كما ترى ذلك في سائر الايات المصدرة بلفظ « ما كان ».
قال عزوجل : « وما كان الله ليضيع ايمانكم » البقرة : ١٤٣ « ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لى من دون الله » آل عمران : ٧٦ « وما كان لنفس أن تموت الا باذن الله » آل عمران : ١٤٥ « وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا » النساء : ٩٢ « ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين » براءة ١١٣ « ما كان لرسول أن يأتى بآية الا باذن الله » الرعد : ٣٨ « ما كان لله أن يتخذ من ولد » الكهف : ٣٥ إلى غير ذلك من الايات المشابهة فكلها خطاب للمسلمين ، يعلمهم أن ليس الشأن كما توهموا وقد أخطأوا حيث ظنوا أن ذلك جائز.
فمعنى الاية : ما كان من شأن نبى من الانبياء فيما سبق ـ كيف بنبيكم محمد وهو خاتم الانبياء ـ أن يغل من الغنائم ، فلا تظنوا به ذلك ، واعلموا أن من يغلل يأت بماغل يوم القيامة ثم يوفى هو مع كل نفس ما كسب وهم لا يظلمون ، فلا تغلوا أنتم في الغنيمة وتقولوا أن ذلك جائز لكل أحد حتى للنبى صلىاللهعليهوآله.
روى أن النبى صلىاللهعليهوآله كان يأمر فينادى
في الناس « ردو الخيط والمخيط فان الغلول