٩٦
* ( باب ) *
* ( السحر والكهانة ) *
الايات : البقرة : واتعبوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان ـ وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ـ وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت ـ وما يعلمان من أحد حتى يقولا : إنما نحن فتنة فلا تكفر! فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه ـ وما هم بضارين به من أحد إلا باذن الله ـ ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ، ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق ، ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون (١) الآيات.
____________________
(١) البقرة : ١٠٢ ـ وبعده : ـ ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون ».
أقول : ضمير الجمع في قوله تعالى « واتبعوا » راجع إلى فريق من بنى اسرائيل عرفهم الله في سابق الايات بأنهم تفانوا في حب الدنيا وزخارفها الفاينة وحرصوا على الحياة فنبذوا كتاب الله وراء ظهورهم وكذبوا أنبياء الله وقتلوهم أحيانا ، ونقضوا عهد الله وميثاقه.
ثم بعد ذلك اتبعوا شياطين الانس ـ وهم السحرة ـ في الافتراء على ملك سليمان و حشمته بأنها كانت بالسحر وأن الكتاب الذى أعطاه الله عزوجل وأنزله من السماء عليه تشييدا لملكه الموهوب له ـ الذى لا ينبغى لاحد من بعده ـ وتأييدا وتثبيتا لاركان عزته التى لا ترام ، انما هى هذه الصحائف التى ورثناها بعده ، فلذلك نعمل العجائب كما كان يعمل ، الا أنه كان يعرف جميع أسرار السحر ، ونحن لا نعلم ولا نعرف منها الا هذا النذر اليسير.
فبسبب اتباعهم ـ أعنى السحرة
الشياطين ـ في هذا الافتراء رخصوا لانفسهم أن يتعاطوه ، و
فاموا في الطلب ، وخاضوا في السحر واشتروا صحائفه وتعلموه وعملوا به ، مع علمهم
بأن