____________________
ذلك حرام محرم في مذهبهم ، وأن متعاطى ذلك ومشتريه ماله في الاخرة من خلاق.
والظاهر عندى ـ بعد تتبع ما ورد من لفظ التلاوة وتصاريفها في القرآن المجيد ـ أن التلاوة هى القراءة بالترتيل والطمأنينة مع طنطنة خاصة تنشأ من تعظيم نفس المتكلم وخشوعه بالنسبة إلى عظمه ما يتلوه ، كأن خطيبا يخطب في مهم اجتماعى ويلقى كلمته على السامعين ليعوه ويحفظوه ، فتارة يخفض صوته وتارة يعلو بها حسبما اقتضى المقام ، ليقع المعنى في قلب السامع موقعه ، ويأخذ بسمه مآخذه ، وربما كرر جملة من كلامه مع ترتيل وتتابع بين كلماته بحيث يسع المخاطب أن يعرف مغزى الكلام.
وهذا النحو من القراءة ، وهى التلاوة ، خاص عند الناس بالقاء الفرامين المولوية والمواعظ الحكمية ، والخطابات التى يلقونها في أندية العلماء ، تحقيقا لامر اجتماعى أو أدبى أو غير ذلك ، مما يراد بها التأثير في السامعين والاخذ بأسماعهم وأبصارهم وقلوبهم.
ومن أجل ذلك نفسه كثر استعمال التلاوة في قراءة القرآن وسائر الكتب المنزلة من عند الله عزوجل ، ولذلك أمر النبى صلىاللهعليهوآله في مواضع من القرآن العزيز أن يتلوه على الناس من دون أن يأمره بالقراءة عليهم ، حتى في آية واحدة اللهم الا في قوله تعالى « لتقرأه على الناس على مكث » وفيه مفهوم التلاوة.
والمراد بالشياطين شياطين الانس ، سموا شيطانا لكفرهم بالله ، وآياته وافترائهم على ملك سليمان بأنه كان بالسحر ، ثم ادعاؤهم افتراء على الله أن السحر نازل من السماء إلى سليمان ، فهو جائز تعليمه وتعلمه ، ثم قراءتهم صحف السحر والاباطيل بصورة التلاوة كما يتلى كتب الله المنزلة تمويها على العوام ، مع ما كانوا يؤذون الناس بسحرهم و يفرقون به بين المرء وزوجه.
وفى قوله تعالى : « وما
كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر » نزل السحر منزلة الكفر ، وبين وجه كفر الشياطين بأنهم « يعلمون
الناس السحر » فقوله هذا بمنزلة أن يقال : « وما سحر سليمان مدى ملكه
وحشمته ولكن الشياطين