____________________
فتلففت بجلبابى واضطجعت ونمت في مكانى اذ مر بى صفوان بن المعطل السلمى وقد كان تخلف عن العسكر ، فلما رآنى قرب البعير فقال : اركبى واستأخر عنى وانطلق سريعا يطلب الناس حتى أتينا الجيش وقد نزلوا موغرين في نحر الظهيرة ، فلما رأونى يقود بى صفوان قال أهل الافك ما قالوا ، وكان الذى تولى الافك عبدالله بن أبى بن سلول في رجال من الخزرج.
فلما علمت بذلك استأذنت رسول الله أن آتى أبوى ، فأذن لى فجئت وقلت لامى : يا أمتاه ما يتحدث الناس؟ قالت يا بنية هونى عليك قلما كانت امرءة وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر ، الا أكثرن عليها ، فقلت : سبحان الله.
ولما تحدث الناس بهذا دعا رسول الله على بن أبيطالب وأسامة بن زيد فاستشارهما فأما أسامة فأثنى على خيرا وأما على فانه قال : ان النساء لكثير وانك لقادر على أن تستخلف ، سل الجارية فانها ستصدقك ، فدعا رسول الله صلىاللهعليهوآله بريرة ليسألها ، فقام اليها على بن ابى طالب فضربها ضربا شديدا ، يقول : اصدقى رسول الله ، فقالت : والله ما أعلم الا خيرا الا أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتى الداجن فتأكله.
فاستعذر رسول الله يومئذ في خطبة قصيرة خطبها فقال : من يعذرنى من رجل بغلنى أذاه في أهل بيتى فقام سعد بن معاذ فقال : أنا أعذرك ان كان من الاوس ضربت عنقه ، وان كان من الخزرج أمرت ففعلنا أمرك ، فقام سعد بن عبادة سيد الخزرج وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية فقال لسعد : كذبت لعمر والله ما تقتله ولا تقدر على قتله ، فتثاور الحيان : الاوس والخزرج ، فسكتهم رسول الله صلىاللهعليهوآله.
ثم دخل رسول الله على وعندى ابواى ، فجلس وحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا عائشة! قد كان ما بلغك من قول الناس ، فاتقى الله وان كنت قد قارفت سوءا فتوبى إلى الله ، فقلت : والله لا أتوب والله يعلم انى لبريئة ، فما برح رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى نزل عليه الوحى ببراءتى.
ثم ان حسانا هجا صفوان بن المعطل ، فاعترضه صفوان وضربه بذباب السيف