____________________
فلما جاء به إلى رسول الله استوهبه من حسان فوهبه له وأعطاه عوضا منها بئر حاء وسيرين أمة قبطية فولدت له عبدالرحمن بن حسان ، ولقد سئل عن ابن المعطل فوجدوه رجلا حصورا ما يأتى النساء ، وفى لفظ أنه لما بلغه خبر الافك قال : سبحان الله والله ما كشفت كنف أنثى قط ، فقتل بعد ذلك شهيدا في سبيل الله.
هذا ملخص القصة ، وقد كان الغالب عليها طنطنة القصاصين ، فأعرضنا عن ذكرها بتفصيلها ، لان العارف بسبك الاثار المختلقة قليل ، وانما ذكرنا منها ما يمكننا النقد عليها ويصح تمسك العموم بها ، فنقول :
١ ـ راوية هذا الافك نفس عائشة ، وقد تفرد بنقله ، ولم يرد في سرد غزوة المريسيع ذكر من ذلك ، وكل من ذكر القصة أفرد لها فصلا عليحدة بعد ذكره غزوة المريسيع برواية عائشة.
٢ ـ ان رسول الله صلىاللهعليهوآله لم يكن ليخرج معه نساءه في الغزوات ، ولم يرد ذكر من ذلك في غزوة من غزواته حتى في غزوة بنى المصطلق الا من عائشة في حديثه هذا.
٣ ـ غزا رسول الله بنى المصطلق مغيرا يسرع السير اليهم فهجم عليهم ، لما بلغه أنهم يجمعون له ، فلم يكن يناسب له مع هذا أن يخرج معه عائشة ولا غيرها.
٤ ـ كان رسول الله صلىاللهعليهوآله نزل بالجيش فبات به بعض الليل ثم ارتحل بالليل ، ولم تكن عائشة تحتاج بالليل أن تبعد عن الجيش لقضاء حاجتها ، فكيف لم تسمع همهمة الركبان وقعقعة السلاح وصهيل الافراس حين قفلوا وأبعدوا ، وكيف لم تعد حتى تدرك القافلة ، وكيف غلبتها عينها فنامت والحال هذه.
٥ ـ هل كانت عائشة في هذه الغزوة وحدها ، لم تكن معه امرءة أخرى من خادم و غيره؟ كيف يكون ذلك؟ ولو كان معها غيرها كيف لم يخبر الرحالين أن عائشة راحت لتفقد عقدها ، والهودج خالية عنها.
٦ ـ أشار على على رسول الله أن يسئل الجارية ـ وهي بريرة مولاة عائشة ـ فان كانت هى عندها في سفرتها هذه فكيف لم تخبر الناس أن الهودج خالية ، واذا لم نكن عندها