معنى ما ذكره الصادق عليهالسلام في هذا الحديث من ذكر الكبائر الزائدة على السبع ولا قوة إلا بالله.
____________________
المؤاخذة بها.
قال : وليس في ظاهر الاية ما يدل عليه ، فان معناه على مارواه الكلبى عن ابن عباس « ان تجتنبوا الذنوب التى أوجب الله فيها الحد وسمى فيها النار نكفر عنكم ما سوى ذلك من الصلاة إلى الصلاه ، ومن الجمعة إلى الجمعة ، ومن شهر رمضان إلى شهر رمضان.
وقيل معنى ذلك : ان تجتنبوا كبائر ما نهيتم عنه في هذه السورة من المناكح وأكل الاموال بالباطل وغيره من المحرمات من أول السورة إلى هذا الموضع وتركتموه في المستقبل كفرنا عنكم ما كان منكم من ارتكابها فيما سلف. ولذا قال ابن مسعود : كل ما نهى الله عنه في أول السورة إلى رأس الثلاثين فهو كبيرة.
أقول : قوله تعالى « كبائر ما تنهون عنه » بما أضيفت « الكبائر » إلى « ما تنهون عنه » يفيد أن ما نهى الله عنه قسمان : كبائر وغير كبائر هى بعبارة أخرى صغاير ، وأن من اجتنب الكبائر منها لا يؤاخذ بالصغائر ، أبدا ، بل ولا يعاتب لقوله تعالى « وندخلكم مدخلا كريما ».
والمراد الدخول إلى الجنة قطعا من دون ارتياب ، وهذا وعد لطيف من الله تعالى بتكفير الصغائر لان الانسان الخاطئ الظلوم الجهول لا يتأتى له أن يجتنب الصغائر ، وكل ما غلب الله على العبد فالله أولى له بالعذر.
يبقى الكلام في معرفة الصغائر من الكبائر ، فالاية بمقابلتها بين السيئات والكبائر ، وأن اجتناب الكبائر يوجب تكفير السيئات تؤذن بأن السيئات هى الصغائر ، وأنهما انما تكفر عند اجتناب الكبائر ، وأما اذا كان الرجل مقارفا فاللكبائر ، يؤاخذ بكلها صغائرها وكبائرها قضية للشرط.
ولما جعل ثواب اجتناب الكبائر الدخول إلى الجنة ، فبالمقابلة يعرف أن كل ما اوعد الله عليه جهنم وعذابها ونارها ، فهى كبيرة ، وما نهى عنه في القرآن الكريم ولم يوعد عليه نار جهنم ، بل ندب إلى تركه من دون ايعاد بذلك فهى سيئة صغيرة.
هذا ما يعطيه القرآن الكريم وقد جاء بتأييده أحاديث الفريقين ، وأما المتكلمون