٦ ـ ما : عن جماعة ، عن أبي المفضل ، عن الفضل بن محمد بن المسيب ، عن هارون ابن عمرو المجاشعي ، عن محمد بن جعفر بن محمد ، عن عيسى بن يزيد ، عن صيفي بن
____________________
يا أنجشة رفقا بالقوارير » يعنى النساء.
وقد عرفت في تفسير قوله تعالى : « واذا رأوا تجارة أو لهوا » أنهم كانوا يزفون عرائسهم بالنهار ويضربون بالدف وقد يمرون بها من باب مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله فلا ينكر عليهم رسول الله صلىاللهعليهوآله وتارة يضربون بالطبل لايذان الناس بمجيئ التجارة والميرة فيسمع ذلك رسول الله ولا ينكر عليهم ، لان في ذلك غرضا عقلائيا ، ليس ذلك للهو واللعب والترقص.
وأما القرآن المجيد فانما أنكر في هذه الاية على المصلين الذين ينصرفون إلى استماعه ويتركون رسول الله صلىاللهعليهوآله قائما يخطب ، ولم يذكر المغنين للعرس والضاربين بالطبل للتجارة لا بمدح ولا قدح ، وانما قال عزوجل « قل ما عندالله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين ».
فهذا حال الغناء والضرب بالدف والطبل ، ومثلها المزمار الذى يتخذه الرعاة لجمع مواشيهم وأغنامهم ، ليس بها بأس ، وقد فعلوا ذلك بمرئى ومسمع من رسول الله صلىاللهعليهوآله.
وأما بعد ذلك فكما عرفت من المؤرخ الكبير ابن خلدون وأشار اليه أبوالفرج صاحب الغناء والاغانى ، قد خرج والضرب بالدف والطبول إلى البطالة واللهو والترقص والتعشق ، وصار مقصودا لذاته يستلذون به بعد ما كان حين حياة النبى صلىاللهعليهوآله وبعده بيسير مقصودا لغيره ، فلذلك أفتى أبوجعفر الباقر وابنه جعفر الصادق وهكذا سائر الائمة عليهمالسلام واحدا بعد واحد في عصرهم بعدم جواز التغنى و هكذا ضرب المعازف وغيرها ، وأنكروا على المسلمين شديدا حين شاع الغناء الصناعى في أندية المسلمين على أيدى خلفاء بنى العباس ، وجعلوها من الباطل مقابل الحق الذى ليس وراءه الا الضلال ، وكل ضلالة سبيلها إلى النار.