مع أخبار أخر تؤيده (١).
____________________
تحيرا لصغر سنه.
فانتدب رجل من القوم فقال لعمه : أصلحك الله ما تقول في رجل أتى بهيمة؟ فقال تقطع يمينه ويضرب الحد ، فغضب أبوجعفر عليهالسلام ثم نظر اليه فقال : يا عم اتق الله! اتق الله! انه لعظيم أن تقف يوم القيامة بين يدى الله عزوجل فيقول لك : لم أفتيت بما لا تعلم؟ فقال له عمه : يا سيدى أليس قال هذا أبوك صلوات الله عليه؟ فقال أبوجعفر عليهالسلام ـ إلى أن قال ـ : صدقت يا سيدى : « وأنا استغفر الله ، فتعجب الناس فقالوا : يا سيدنا أتاذن لنا أن نسألك؟ فقال : نعم ، فسألوه في مجلس عن ثلاثين ألف مسألة ، فأجابهم فيها وله تسع سنين.
(١) راجع ج ٥٠ ص ٨٩ ، فقد روى عن كتاب مناقب آل أبى طالب ( ج ٤ ص ٣٨٢ ـ ٣٨٤ ) عن كتاب الجلاء والشفاء في خبر أنه لما مضى الرضا عليهالسلام جاء محمد بن جمهور العمى والحسن بن راشد وعلى بن مدرك وعلى بن مهزيار وخلق كثير من سائر البلدان إلى المدينة ، وسألوا عن الخلف بعد الرضا عليهالسلام فقالوا : بصريا ، وهى قرية أسسها موسى بن جعفر عليهالسلام على ثلاثة أميال من المدينة.
فجئنا ودخلنا القصر ، فاذا الناس فيه متكابسون ، فجلسنا معهم اذ خرج علينا عبدالله بن موسى شيخ فقال الناس : هذا صاحبنا؟ فقال الفقهاء : قد روينا عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهماالسلام أنه لا تجتمع الامامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهماالسلام فليس هذا صاحبنا ، فجاء حتى جلس في صدر المجلس.
فقال رجل : ما تقول أعزك الله في رجل أتى حمارة؟ فقال : تقطع يده ويضرب الحد ، وينفى من الارض سنة ، ثم قام اليه آخر فقال : ما تقول أصلحك الله في رجل طلق امرءته عدد نجوم السماء؟ فقال : بانت منه بصدر الجوزاء والنسر الطائر والنسر والواقع فتحيرنا في جرءته على الخطأ اذ خرج علينا أبوجعفر عليهالسلام وهو ابن ثمان سنين ، فقمنا اليه فسلم على الناس ، وقام عبدالله بن موسى من مجلسه فجلس بين يديه ، وجلس أبوجعفر عليهالسلام في صدر المجلس ، ثم قال : سلوا رحمكم الله!