أن يحملهم علىٰ ما يكرهون فيُقال فيه أنّه قتلهم أو قاتل بهم علىٰ المُلك ، فضلاً عن حرصه علىٰ حقن دماء شيعته بعد أن تأكد لديه نكوص جيشه وتخاذل قادته وانهيار جنوده.
وكما تهلهل مثل هذا التحليل مع الإمام الحسن عليهالسلام ، كان قد تهلهل مع أبيه عليهالسلام حين إتُّهم أنّه لم يكن سياسياً فذّاً ؛ إذ لم يتراجع خطوة إلىٰ الوراء من أجل خطوتين إلىٰ الإمام ـ كما يقول السياسيون الذرائعيون اليوم ـ فيهادن معاوية ثم ينقضّ عليه غدراً ، كما هو شأن الأخير وطبعه.
وحين يصل الدور إلىٰ الإمام الرضا عليهالسلام أيضاً ترىٰ بعضهم يحاسبه علىٰ قبوله بولاية العهد ، فيما حاسبه آخرون علىٰ عدم قبوله لها في البداية ، فاتهموه بالتفريط بدماء شيعته عبر إصراره علىٰ الرفض ـ حسب زعمهم ـ.
وهكذا مع الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام اللذين انصرفا إلىٰ العلم وترسيخ العقيدة ، ولم يرفعوا السيف لمواجهة طواغيت زمانهم ، وكأن المؤرخين لم ينظروا إلىٰ أئمة أهل البيت عليهمالسلام ، إلّا من زاوية واحدة أو بُعدٍ واحد ، فجاءت دراساتهم وتحليلاتهم عرجاء تمشي علىٰ رجلٍ واحدة ، أو عوراء تنظر بعينٍ واحدة..
أما موقف الإمام السجاد ـ موضوع البحث ـ من الثورة والجهاد فكان هو الآخر عُرضة لهذا التحليل الشاطح الذي وضع أُسسه صنفان من الناس :
صنف يحب الدعة والاسترخاء فيروح يُفسِّر موقفه عليهالسلام دعةً واسترخاءً للتغطية علىٰ فشله هو وهزيمته ونكوصه.
وصنفٌ يهوىٰ الثورة والتمرد فيتحامل علىٰ الإمام جسارة أو تجرؤاً فيتّهمه بحبّ الدعة والاسترخاء زوراً وإفكاً.
وهذا يعني أن كلّاً من هذين الصنفين ـ إذا
أحسنّا الظن بهما ـ لم يضع