لتحكيم دين الله ، ولم يخرج (أشراً ولا بطراً) ، بل لم يخرج علىٰ إمرة (أمير المؤمنين يزيد !!) ولم ينوِ تمزيق الصف المسلم أو تفريق جماعة المسلمين ، وبالتالي فإنّه قُتل بسيف أعداء الدين ، وليس (بسيف جدّه) كما كان يروّج الاعلام الرسمي آنذاك ، وبعض المؤرخين المتخلفين اليوم (١).
أي كان علىٰ الإمام زين العابدين عليهالسلام أن يفضح الشرعية المزيفة التي تقنّع بها الحكم الأموي ، ويكشف زيف شعاراته الإسلامية العريضة ومزاعم انتمائه للنبي والوحي والرسالة الإسلامية ، وبالتالي يوضح معالم الإسلام المحمدي الأصيل والفرق بينه وبين الإسلام المدّعىٰ الملفّع بتلكم الشعارات.. والعناوين واللافتات..
٢ ـ بناء الجماعة الواعية ، أو كما تُسمىٰ القاعدة الجماهيرية الشعبية ، المؤهّلة لحفظ الرسالة وحدودها بعيداً عن الزيف والتزييف وسياسة تسطيح الوعي التي غطّت مساحات عريضة من الجمهور المسلم بحيث أضحت تلك الجماهير لا تفرّق بين المفاهيم ومصاديقها ، أو بين الشعارات المرفوعة وضرورة تبنيها ، أو بين الأصيل والطارىء ، الأمر الذي يُسبّب الفتنة فعلاً أو يُشعلها ، ويحجب الرؤية الواضحة عن النفوس البريئة التي تتأثر بالشعار ولا تغوص في أعماق الاُمور...
٣ ـ تعميق مفهوم الإمامة والولاية في الجماعة الخاصة بعد أن اهتزّت
_______________________
(١) ابن تيمية ، حياته ، عقائده / صائب عبدالحميد : ٣٩٠ ، الطبعة الثانية.
حيثُ يقول ابن تيمية بالحرف الواحد : ولم يكن في خروجه مصلحة لا في دين ولا في دنيا ، وكان في خروجه وقتله من الفساد مالم يكن يحصل لو قعد في بلده.
وراجع : منهاج السُنّة / ابن تيمية ٢ : ٢٤١.
وذهب أبو بكر العربي المالكي في (العواصم من القواصم) إلىٰ نحو هذا الرأي.