ما يكون التعبير عن الرفض والغضب المقدّس وأقدس ما يكون الإفصاح عن الثورة والتمرّد.
إنّه سلاح ماضٍ لكشف الجرم الكبير وفضحه والدعوة لقطع اليد التي نفّذته ، وأمام من ؟ وبدموع من ؟
بدموع الثائر المفجوع الذي لم يستطع الاستشهاد في اليوم العظيم ، لمرضٍ أقعده ، وعلَّة ما كان يستطيع الوقوف علىٰ قدميه بسببها ، فشاءت إرادة الله أن تحتفظ به ليكشف خيوط الجريمة الكبرىٰ وهو يبكي وينشج ويقول :
وهنّ المنايا أي وادٍ سلكته |
|
|
|
عليها طريقي أو عليّ طريقها |
|
وكلاً ألاقي نكبةً وفيجعةً |
|
|
|
وكأس مرارّات ذعافاً أذوقها (١) |
|
ثم يختتمها بدعاء دامع حزين : « يا نفس حتّامَ إلىٰ الدنيا سكونك ؟ وإلىٰ عمارتها ركونك ؟ أما اعتبرت بمن مضىٰ من أسلافك ؟ ومن وارته الأرض من أُلّافك ؟ ومن فجعتِ به من إخوانك ؟ ونُقل إلىٰ الثرىٰ من أقرانك ؟ فحتّامَ إلىٰ الدنيا إقبالك ، وبشهواتها اشتغالك وقد رأيتِ انقلاب أهل الشهوات ، وعاينتِ ما حلَّ بها من المصيبات... » (٢).
نعم ، إنّه البكاء الهادف ، والنشيج المدوّي ، والدموع الناطقة ، إنه
_______________________
(١) من ندبة طويلة له عليهالسلام انظر الصحيفة الخامسة السجادية للسيد محسن الأمين دعاء (١٠٩). والبحار / المجلسي ٧٨ : ١٥٤. وينابيع المودّة / الحافظ القندوزي الحنفي : ٢٧٣. وكشف الغمة / الاربلي ٢ : ٣٠٩.
(٢) البلد الأمين / الكفعمي : ٣٢٠. والصحيفة ٤ : ٢٩.