في عصره لو اتخذت لونها المباشر.
ومع هذا التمييز الواضح والكبير فإنّ ظاهرة التواصل والامتداد في المسؤوليات والمهمات بينه وبين آبائه الطاهرين، انتهاءً بسيد الكائنات محمد المصطفىٰ صلىاللهعليهوآلهوسلم هي المحور الثابت في حياته وسيرته عليهالسلام.
وكم هو مناسب أن نلمح بعض وجوه الشبه بين ظروف حياته الخاصة وبين بعض خصائص جده أمير المؤمنين عليٍّ عليهالسلام ؛ فقد عاش عليٌّ عليهالسلام ما يزيد بقليل على ربع القرن في كنف المصطفىٰ صلىاللهعليهوآلهوسلم وصحبته، وأقل بقليل من هذا عاش عليٌّ الثاني زين العابدين مع عمّه الحسن وأبيه الحسين سبطي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.. وابتدأ عليٌّ الأول محنته بغياب حبيبه المصطفىٰ صلىاللهعليهوآلهوسلم، وابتدأ عليٌّ الثاني محنته بغياب أبيه سيد الشهداء سبط المصطفىٰ صلىاللهعليهوآلهوسلم.. وعاش عليٌّ الأول جلالة الصبر وذروة حكمة العظماء وهو يرىٰ من هم دونه يتناوبون الخلافة، ومثل هذا عاشه عليٌّ الثاني منذ رحيل والده الشهيد.. وترك عليٌّ الأول أعظم دروس الحكمة والمقاطع الشاهدة علىٰ التاريخ في أروع بيان ، جُمع بعضه في «نهج البلاغة»، كما ترك عليٌّ الثاني حكمته ودروسه الشاهدة علىٰ التاريخ في صحيفته السجادية المنسوجة في أروع بيان.
وفي هذا كله، وبينه، مشاهد حيّة، وعطاءات خالدة، ومواقف فذّة، حرية بجهد جاد في الدراسة والتحليل.
ولقد وقف إصدرانا هذا وقفة موفقة مع كثير من تلك الحلقات والمشاهد، في دراسة جادّة نرجو أنّها قد قدمت ما هو جديد ومفيد في التعرف علىٰ سيرة هذا الرجل العظيم..
والله من وراء القصد.. وهو الهادي الىٰ سواء السبيل.
مركز الرسالة