وفوق كلام المخلوق فعلاً..
لنستمع قليلاً إلىٰ بعض ما جاء في هذه الأدعية : « الحمدُ لله الذي خلق الليل والنهار بقوته ، وميّز بينهما بقدرته ، وجعل لكلِّ واحدٍ منهما حدّاً محدوداً وأمداً ممدوداً... اللهمَّ فلك الحمدُ علىٰ ما فلقت لنا من الإصباح ، ومتّعتنا به من ضوء النهار ، وبصّرتنا فيه من مطالب الأقوات ، ووقيتنا فيه من طوارق الآفات... ».
ويرسم الإمام لنا لوحةً اُخرىٰ عن عظمة الخالق سبحانه ، وكيف أنّه جلَّ وعلا أكبر ، ولكنّه أكبر من كلِّ كبير ، وليس أكبر من كلِّ صغير ، وأنّه عزَّ وجلَّ أعلىٰ ، ولكنّه أعلىٰ من كلِّ عالٍ أو متعال وليس أعلىٰ من كلِّ مسكين واطىء ضعيف...
فيقول عليهالسلام : « الحمدُ لله الذي تجلّىٰ للقلوب بالعظمة ، واحتجب عن الأبصار بالعزة ، واقتدر علىٰ الأشياء بالقدرة ، فلا الأبصار تثبُت لرؤيته ، ولا الأوهام تبلغ كنه عظمته. تجبّر بالعظمة والكبرياء ، وتعطّف بالعز والبر والجلال ، وتقدّس بالحُسن والجمال ، وتمجّد بالفخر والبهاء ، وتهلل بالمجد والآلاء ، واستخلص بالنور والضياء. خالق لا نظير له ، وواحد لا ندّ له ، وماجد لا ضدّ له ، وصمد لا كفو له ، وإله لا ثاني له ، وفاطر لا شريك له ورازق لا معين له ، والأول بلا زوال ، والدائم بلا فناء ، والقائم بلا عناء والباقي بلا نهاية ، والمبدئ بلا أمد ، والصانع بلا ظهير ، والرب بلا شريك.. ليس له حدّ في مكان ، ولا غاية في زمان ، لم يزل ولا يزول ولن يزال ، كذلك أبداً هو الإله الحي القيوم الدائم القديم.. » (١).
أما توحيد الباري جلّ وعلا فإنّ الإمام عليهالسلام يصبّه في قالب دعاء يوجّه
_______________________
(١) الصحيفة السجادية الجامعة : ٢١ و ٢٥ / الدعاء ٢ و ٧.