الذي تبسطها ، وظهرك الذي تلتجىء إليه ، وعزك الذي تعتمد عليه ، وقوتك التي تصول بها » وإمّا ربك ودينك ومبادئك ، فهنا يكون الحق المرّ أو الخيار المرّ.. هذا الاَخ أم ذاك الربّ ؟!!
أي هل يتخذ من أخيه سلاحاً وقوة لمعصية الله ، أم يتخذ من الله معيناً فيزهد في حق أخيه.. وهذا هو الخانق الذي يجد الإنسان نفسه محشوراً فيه في أغلب الأحيان وخاصة إذا كان في موقع السلطة ، عشيرته التي ينتمي إليها ، أم مبادؤه التي رفعها شعاراً وهوية وانتساباً ونال بها تلك السلطة ؟! قرابته التي يعيش في عزّها ومنعتها ، أم قيمه التي تدعوه للمواجهة أحياناً وربما التضحية بهذا الأخ أو تلك العشيرة أو ذلك الانتساب ؟!!
وبكلمة اُخرىٰ ، أين يجب أن يقف الإنسان لحظة الصدام بين المبادئ والمصالح ؟ وأيُّهما أجدر بالاتّباع ؟ حدود الدين مع مافيها من تضحية بالعاجل علىٰ حساب الآجل ، أم قيم العشيرة والحزب والقومية مع مافيها من مصالح ومنافع عاجلة ولكن علىٰ حساب الآخرة ونعيمها ؟!
هذا هو المفترق الذي يحار فيه أغلب الرجال مهما أوتوا من قوة وعزيمة ، وهذا هو الخيار الذي يدعو الإمام لاتخاذه بلا تردّد ، وقد اتخذه عليهالسلام قولاً وفعلاً في العشرات من المواقف وحيث أعطى لله كل مالديه ، وأصرّ أن يعيش محاصراً مطارداً ملاحقاً مقصياً عن موقعه مهضوماً حقه ، لا معين له إلّا الله ، ولا عشيرة إلّا حدود الله وقيمه وتعاليمه (١).
_______________________
(١)
راجع قولته عليهالسلام المارة الذكر في
كتاب (الإمام السجاد / حسين باقر : ٦٣) والتي جاء فيها