المدخل
لا بد لنا قبل التحدّث عن الإمام عليّ عليهالسلام ومنهجه وطبيعة خطابه الإنساني ، من تسليط الضوء على الحدود اللازمة لمعرفة طريقة تناولنا له عليهالسلام هنا في هذا الكتاب.
لذلك لا بد من الإشارة إلى أنّنا استخدمنا كلمة ( الإمامة ) هنا كاصطلاح إجرائي ، ينفعنا في تبيين أمر تلمسنا جوانبه من خلال اشتغالنا بالطب النفسي بالدرجة الأولى ، وبالدور الذي تمارسه علوم النفس في الكشف عن سرائر الإنسانية وإضاءة جوانبه المظلمة.
وقد كان لنا مع مصطلح الإمامة عمل رأينا أن نقدمه في كتاب يشرح أبعاده ، واتضح لنا أن خير من يجسد هذا المصطلح ، هو الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام لما تمتعت به شخصيته من تمكين وتجسيد لمفهوم المثال الذي دأبت الرسالات السماوية والفلسفات الوضعية على إظهاره للناس كما ذكرنا.
لذلك قد نحتاج أن نوضّح هنا ، أنّه رغم اطلاعنا على الطرق التي تناول فيها العلماء والكتاب في التراث الإسلامي مبحث الإمامة ، إلاّ