ناصح لعباد الله ... » (١).
إذن بعد النظر إلى وجهة ابن حزم ، التي يمكن أن تعبّر عن معظم من تحدث حول الإمامة ووظائفها من الخارج ، والتأمّل في توصيف الإمام الرضا عليهالسلام وما يتفرّع عنه من آفاق تقود نحو الكشف عن حقيقة الإمامة ومعناها وجوهرها ، نجد لزاماً قبل الاستغراق في متابعة هذين المنحيين في التناول ، أن ننظر في الجذر اللغوي لكلمة ( إمام ) ، الأمر الذي يساعدنا على تخطّي الكثير من صعوبات البحث.
جاء في الصحاح : « هو الذي يقتدى به » (٢) ، وكما هو واضح هنا فهي تفيد التعميم ، ولا تختص بتفصيل يقود إلى معنى دقيق وحقيقي ، فالذي يقتدى به يمكن أن يكون شخصاً يتمتع بالفطنة والذكاء ، ويمكن أن لا يكون كذلك ، ويمكن أن يكون آلة ، ويمكن أن يكون مَعلماً من معالم المنفعة ، بالطبع نحن نعلم أنّ المقصود هنا إجمالي ، لكن حديثنا يجب أن يعطف على الفور على رغبتنا في إظهار المفهوم ، لذا تقتضي الدقة أن يحاط بجميع أطراف التعريف ، حتى يصار إلى انتزاع المفهوم الذي يتيح التعمق كما سبق.
__________________
١ ـ انظر : الكافي للكليني ١ : ٢٠٢ ، كتاب الحجّة.
٢ ـ الصحاح للجوهري : ٥ ، مادة إمام.