بحاجة إلى معلمين يوضّحون لهم المسائل وإلى مرشدين يهدونهم سواء السبيل ، والمرشد كما مرّ يلزم أن يكون مستقيماً يهدي غيره ولا يحتاج لمن يهديه ، ولا يحتاج إلاّ إلى الله الذي يستمد منه النور والهدى ، وحيث أن الرجوع إلى معلم في كل علم أمر مسلم عند كل عاقل ، وسينتهي الحال إلى معلم يستلهم من الله تعالى ويعطي الآخرين ، وهنا نصل إلى النبيّ أو إلى الإمام.
إنّ قضية الرئاسة والحكومة دليلها العقلي قوي وتدعمها التجربة البشرية ، إذ ثبت بالاستقراء أنّ المجتمعات انتهت دائماً إلى رئيس ، ونحن نقول : إن الجدير بالرئاسة والإمامة والقيادة هو النبيّ أو الإمام ، لأنّه أكمل الأفراد ، لأنّه اختيار الله تعالى ، وقد اهتم الإمام عليّ عليهالسلام بهذا الموضوع اهتماماً بالغاً وقد اقتبسنا من كلامه في هذا المجال ما يلي :
« شر الناس عند الله إمام جائر ضل وضل به » (١) و « عدل السلطان خير من خصب الزمان » (٢) و « البغي آخر مدة الملوك » (٣) و « يد الله فوق
__________________
١ ـ نهج البلاغة : الخطبة ١٦٤.
٢ ـ مطالب السؤول : ٥٦ ، نظم درر السمطين : ١٦٠.
٣ ـ شرح نهج البلاغة : الحكم المنسوبة إليه : ٢٠ / ٣٣٤.