مخالفة الفطرة السليمة التي تحفز في الإنسان تلك المقدرة على السير نحو الكمال.
يقول « صدر الدين الشيرازي » : « جعل الله لكل شي كمالاً ينساق إليه بالطبع »
وبالنسبة لبني البشر ، فإنّ الحق غاية تنشد لذاتها أوّلا ، ولإكتمال بلوغ الغرض ببلوغها ، وأمّا الذي يسوق إليها فهو الإمام ، وإنّ الطبع هو فطرة وبديهي أنّ الغاية إزاحة الأذى وجلب المنفعة « فما من أحد إلا وهو نازع نحو سعادة يطلبها بجهده » (٢) ، لكن ليس كل طالب للسعادة بمدركها ، مع أنّها من حق الجميع ، وهي هدف الجميع ، لكن التقصير عنها أو بلوغها أمر مرهون بالأمة التي خلقها الله هادية بالحق ، أي مرهون بمعرفتها الحق.
لقد استخدم القرآن الكريم لفظ الأمة في مواطن عديدة ، واللافت للتأمل أنّه أطلقها على تجمعات بشرية وغير بشرية ، فقال في غير البشرية : ( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ) (٣) وهي هنا في معنى الجماعات التي تجمعها خصال
__________________
١ ـ أسرار الآيات : م. ص. ١٧٥.
٢ ـ المصدر نفسه : ١٥٧.
٣ ـ الأنعام : ٣٨.