الرفعة الذي منحه الله تعالى إياه ، وهو ما أطلقنا عليه إجرائياً ( المثال ) أو الملاذ.
وتلخّص الآية الكريمة حقيقة إبراهيم عليهالسلام ، إذ جعل من قبل ربه مركزاً لهداية الناس وهذا المركز هيهات أن يزول ، إذ زواله يستوجب زوال إمامة الناس ، والواضح من كثافة الجملة التي أطلقها القرآن الكريم أنها سرمدية ، بمعنى أنها ليست لفئة دون أخرى فهو للناس وليس لأمّة خلت.
لكن إبراهيم الإنسان البشري مات ، فإلى أين تؤول هذه الإمامة ، وهذه المركزية؟
إنّ هذا السؤال الكبير سوف يقودنا إلى متابعة مفهوم الأمة الهداة ، وفق المنهج الذي سلكناه في التعرف على الأدلة من خلال نصوص القرآن الكريم والعودة إلى كلمة الأمة ، واستنطاقها ، في محاولة لرسم معالم نظرية يشترك في وضع فرضياتها ـ إضافة إلى الكتاب الكريم ـ الأحاديث والمرويات والمصطلحات التي تستخدم في هذا الجانب من البحث.
نود أوّلاً أن نشير إلى أن علماء النفس وعلماء الاجتماع متفقون على أن الإنسان يمتلك في أعماقه ما يمكن أن يطلق عليه ( غريزة