يوصلها بغاياتها ، مثلما نعوّل عليها في فك رمز هذا البحث الداخلي السائر لا محالة بدافع الفطرة نحو شأن كوني تعرفه الفطرة وتهتدي إليه ، وهذا ما يشكل هدفاً حقيقياً لا دخل للأنظمة الاجتماعية بها إلاّ من قبيل فرض بعض القوانين والقيم التي تغلفها ، الأمر الذي يجعله خاضعاً في الغالب ـ ما لم يتخلص بكفاءته ـ لهذه المفاهيم التي تعيق قدرته على بلوغ صفاءه ، لكن هذا بدوره يحتاج من الفرد بذل مجهود مضاعف عندما يذهب نحو فطرته الأولى ، المقام الرفيع الذي يخوله الانكشاف إلى حقيقة الإمام.
إن هذا جانب مركّب في طبائع الناس ، يجعلنا نعتقد أنه من مكامن الحجاب الحقيقي الذي يحول دون بلوغ درجة من الشفافية يُلامس معها الكنه ، ويُتعرف عليه وهو هنا عند هذه المنطقة ينجذب نحو ملاذه ، ويلجأ إلى إمامه عياناً.
نخلص من هذا البحث إلى النتائج التالية :
ـ إن النفس الإنسانية بما هي ذات متسعة الأبعاد عميقة المعنى ، يدور حولها محور هو الأهم في الرسالات السماوية ، وقد بنيت مختلف التأملات والأفكار على أسس تبحث في معرفتها ، ومن هذه المعرفة ينطلق الإنسان إلى معارف أخرى غيرها ، وإنّ عدم معرفتها