وبالاستدلال على الذين يهدون بما أنزل الله بلا تردد وما سنه رسول الله صلىاللهعليهوآله بلا انقطاع ، نلتمس أن الإمام عليّ عليهالسلام في هذه الوصية قد فتح نافذة جديدة على متابعة شؤون الطريق إليه به ، وستكون هذه النافذة ، حول تعريفه بآل البيت وحول بعض ما انكشفت له من حقائقه معرفة الله جلّ وعلا.
كلما اقتربنا من رسول الله صلىاللهعليهوآله أكثر كلّما انفتحت أبواب رحمته علينا ، ولفح أرواحنا نوره أكثر ، ولعل الحزبية والعشائرية هي أكثر ما تكون بعداً فيما يجب في الإسلام ، فالله سبحانه علّم المسلمين أن لا يتفاضل بعضهم على بعض ، لا بنسب ، ولا بجمال ، ولا بقوة ، ولا بسلطان ، ولا مال ، ولا بأي شأن من شؤون الدنيا ، وإنّما جعل الفضل كما هو معروف عند صغار المسلمين قبل كبارهم ، جعله بالتقوى ، وجعلها مفتاح العروج إلى سدّة رحمته.
وقد تقدّم في بحث الأمة ، كيف أن النظرة القرآنية إلى الناس ، هي نظرة ترفع المؤمنين أياً كانت أعراقهم وألسنتهم وأوضاعهم الاجتماعية ، فقراء كانوا أم أغنياء ، أشداء كانوا أم ضعفاء ، لونهم أبيض كان أم أسود ، وعلى أي أرض وفي أي زمان ، بينما تخفض المنافقين والكافرين وجميع من يدخل في تسمية غير المؤمن ،